10400 - أخبرنا قال: حدثنا أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو العباس قال: قال الربيع رحمه الله: قال الله تبارك وتعالى: ( الشافعي وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ) ، إلى ( والركع السجود ) .
10401 - قال " المثابة في كلام العرب: الموضع يثوب الناس إليه ويؤوبون: يعودون إليه بعد الذهاب عنه، وقد يقال: ثاب إليه: اجتمع إليه، فالمثابة تجمع الاجتماع، ويثوبون: يجتمعون إليه راجعين بعد ذهابهم منه ومبتدئين". الشافعي:
10402 - قال ورقة بن نوفل يذكر البيت: [ ص: 379 ]
مثابا لأفناء القبائل كلها تخب إليه اليعملات الذوامل،
10403 - وقال خداش بن زهير:
فما برحت بكر تثوب وتدعي ويلحق منهم أولون وآخر
10404 - قال وقال الله تبارك وتعالى: ( الشافعي: أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم ) ، يعني والله أعلم: آمنا من صار إليه لا يتخطف اختطاف من حولهم.
10405 - إلى ها هنا قرئ على أبي عبد الله الحافظ، وأنا أسمع، وما بعد ذلك إجازة.
10406 - قال وقال الله تعالى الشافعي: لإبراهيم خليله عليه السلام: ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) .
[ ص: 380 ] 10407 - قال وسمعت من أرضى من أهل العلم يذكر أن الله تبارك وتعالى لما أمر بهذا الشافعي: إبراهيم عليه السلام، وقف على المقام، فصاح صيحة: عباد الله، أجيبوا داعي الله، فاستجاب له، حتى من في أصلاب الرجال وأرحام النساء، فمن حج البيت بعد دعوته فهو ممن أجاب دعوته، ووافاه من وافاه، يقولون: لبيك داعي ربنا لبيك.
10408 - قال الله جل ثناؤه: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ) .
10409 - فكان ذلك دلالة كتاب الله فينا وفي الأمم على أن الناس مندوبون إلى إتيان البيت بإحرام.
10410 - قال الله تعالى: ( وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود ) .
10411 - وقال: ( فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ) .
10412 - قال: فكان مما ندبوا له إلى إتيان الحرم بالإحرام.