الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
16511 - وأخبرني أبو عبد الله إجازة ، عن أبي العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرقي الغساني ، عن أبيه ، أن عديا ، كتب إلى عمر بن عبد العزيز أن الخوارج عندنا يسبونك فكتب إليه عمر: "إن سبوني فسبوهم ، أو اعفوا عنهم ، وإن شهروا السلاح ، فاشهروا عليهم ، وإن ضربوا فاضربوا" .

16512 - قال الشافعي : وبهذا نقول ، [ ص: 223 ] .

16513 - قال الشافعي : ولو أن قوما متأولين اعتزلوا جماعة الناس ، وكان عليهم وال لأهل العدل يجري حكمه فقتلوه وغيره قبل أن ينصبوا إماما ويعتقدوا ويظهروا حكما مخالفا لحكمه كان عليهم في ذلك القصاص .

16514 - وهكذا كان شأن الذين اعتزلوا عليا ونقموا عليه الحكومة ، فقالوا: لا نساكنك في بلد ، واستعمل عليهم عاملا فسمعوا له ما شاء الله ، ثم قتلوه ، فأرسل إليهم أن ادفعوا إلينا قاتله نقتله به .

16515 - قالوا: كلنا قتله ، قال: فاستسلموا نحكم عليكم ، قالوا: لا ، فسار إليهم فقاتلهم ، فأصاب أكثرهم .

16516 - قال أحمد: قد روينا عن أبي مجلز أنه ذكر قصة الخوارج ونهي علي أصحابه عن أن يتبسطوا عليهم حتى يحدثوا حدثا فمروا بعبد الله بن خباب ، فقتلوه. ، ثم ذكر معنى ما قال الشافعي .

16517 - قال الشافعي في كتاب البويطي: وكل إمام ولي الناس باختيار ، أو بغيره ، أو متغلب فجرت أحكامه ، وسلكت به السبل ، وأمنت به البلاد لا يقاتل ، ولا يقاتل معه المسلمون .

16518 - والحجة في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا وإن ولي عليكم كذا وكذا" [ ص: 224 ] .

16519 - وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستلقون من بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني" .

16520 - فإن قيل: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أطيعوهم ما أطاعوا الله فإن عصوا الله فلا طاعة عليكم" قال: فإنهم ما أقاموا الصلاة مطيعين لله في إقامتها ، فعلينا طاعتهم فيما أطاعوا الله وما عصموا فيه أمسكنا عنهم ولم نطعهم في أن نشركهم في المعصية.

التالي السابق


الخدمات العلمية