باب حسن الظن بالله.
1455 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا علي بن الجعد، أنا أبو جعفر الرازي، عن الأعمش ، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام، يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم، عن يحيى بن يحيى، عن يحيى بن زكريا، عن الأعمش .
قال أبو سليمان الخطابي : إنما يحسن بالله ظن من حسن عمله، فكأنه قال: أحسنوا أعمالكم يحسن بالله ظنكم، فإن من ساء عمله ساء ظنه، وقد يكون حسن الظن أيضا من ناحية الرجاء وتأميل العفو، والله جواد كريم. [ ص: 273 ] .
قال رحمه الله: قد صح، عن أبي هريرة ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله سبحانه وتعالى: "أنا عند ظن عبدي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم". [ ص: 274 ] .
وروي بإسناد غريب، عن جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب، وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف".
ورواه بعضهم عن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلا.


