الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                            صفحة جزء
                                                                            باب الاستعاذة.

                                                                            قال الله سبحانه وتعالى: ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ) وقال تعالى: ( قل أعوذ برب الفلق ) ، وقوله عز وجل: ( من شر الوسواس الخناس ) : هو الشيطان يوسوس إلى العبد، فإذا ذكر الله خنس، أي: انقبض وتأخر.

                                                                            1355 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، نا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا خالد بن مخلد، نا سليمان، حدثني عمرو بن أبي عمرو، قال: سمعت أنسا، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال". [ ص: 156 ] .

                                                                            هذا حديث صحيح، وأكثر الناس على أن لا فرق بين الهم والحزن، وهما متقاربان، إلا أن الحزن يكون على أمر قد وقع، والهم فيما يتوقع، ولم يكن بعد.

                                                                            قوله: "وضلع الدين" أي: ثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء لثقله، والضلع: الاعوجاج.

                                                                            وروي عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لرجل: عليه ديون، قل إذا أصبحت، وإذا أمسيت: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن. . .".

                                                                            فذكر مثله، وقال: "وقهر الرجال"، قال: ففعلت فأذهب الله همي وقضى عني ديني.

                                                                            التالي السابق


                                                                            الخدمات العلمية