867 - أخبركم أبو عمر بن حيويه قال : حدثنا يحيى قال : حدثنا الحسين قال : أخبرنا قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن بلال بن سعد عامر بن عبد قيس ، وشي به إلى زياد وقال غيره : إلى ابن عامر فقيل له : إن ههنا رجلا يقال له : ما إبراهيم خير منك ، فيسكت ، وقد ترك النساء ، فكتب فيه إلى عثمان ، فكتب إليه : " أن أنفه إلى الشام على قتب " ، فلما جاءه الكتاب أرسل إلى عامر ، فقال : أنت الذي قيل لك : ما إبراهيم خير منك ، فتسكت ، فقال : أما والله ما سكوتي إلا تعجبا ، لوددت أني كنت غبارا على قدميه ، فدخل بي الجنة قال : ولم تركت النساء ؟ قال : والله ما تركتهن إلا أني قد علمت أنها متى تكون امرأة فعسى أن يكون ولد ، ومتى يكون ولد تشعبت الدنيا قلبي ، فأحببت التخلي من ذلك ، فأجلاه على قتب إلى الشام ، فلما قدم أنزله معاوية معه الخضراء ، وبعث إليه بجارية ، وأمرها أن تعلمه ما حاله ؟ فكان يخرج من السحر ، فلا تراه إلا بعد العتمة ، فيبعث إليه معاوية بطعام ، فلا يعرض لشيء منه ، ويجيء معه بكسر ، فيجعلها في ماء ، فيأكل منها ، ويشرب من ذلك [ ص: 300 ] الماء ، ثم يقوم ، فلا يزال ذلك مقامه حتى يسمع النداء فيخرج ، فلا تراه إلى مثلها ، فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله ، فكتب إليه : " أن اجعله أول داخل ، وآخر خارج ، ومر له بعشرة من الرقيق ، وعشرة من الظهر " ، فلما أتى معاوية الكتاب أرسل إليه ، فقال له : إن أمير المؤمنين كتب إلي : أن آمر لك بعشرة من الرقيق ، فقال : إن علي شيطانا قد غلبني ، فكيف أجمع علي عشرة ؟ قال : وأمر لك بعشرة من الظهر ، قال : إن لي لبغلة واحدة ، وإني لمشفق أن يسألني الله عز وجل ، عن فضل ظهرها يوم القيامة ، قال : وأمرني أن أجعلك أول داخل ، وآخر خارج ، قال : لا أرب لي في ذلك ، قال : فحدث عما رآه بلال بن سعد بأرض الروم على بغلته تلك ، يركبها عقبة ، ويحمل عليها المهاجرين عقبة ، قال : وحدثنا بلال بن سعد عامرا كان إذا فصل غازيا وقف يتوسم الرفاق ، فإن رأى رفقة توافقه قال : يا هؤلاء! إني أريد أن أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خلال ، فيقولون : وما هي ؟ قال : أكون لكم خادما لا ينازعني أحد منكم الخدمة ، وأكون مؤذنا لا ينازعني أحد منكم الأذان ، وأنفق عليكم بقدر طاقتي ؟ فإذا قالوا له : نعم ، انضم إليهم ، وإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك ، ارتحل منهم إلى غيرهم . أن