2011 - حدثنا حدثنا عبد الله ، حدثنا هدبة بن خالد ، حدثني مبارك بن فضالة ، أبو الأصفر ، عن صعصعة بن معاوية قال : كان أويس بن عامر القرني رجل من قرن وكان من التابعين وكان من أهل الكوفة وخرج به وضح ، فدعا الله عز وجل أن يذهبه عنه فأذهبه فقال : اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك علي ، فترك له في جسده ما يذكر به نعمته عليه ، وكان رجلا يلزم المسجد الجامع في ناس من أصحابه وكان له ابن عم له يلزم السلطان يولع به فإذا رآه مع ناس أغنياء قال : ما هو إلا يستأكلهم ، فإذا رآه مع ناس فقراء قال : ما هو إلا يخدعهم ، وأويس لا يقول في ابن عمه إلا خيرا غير أنه إذا مر به استتر مخافة أن يأثم في سببه ، وكان عمر بن الخطاب يسأل عنه الوفد إذا الوفد قدموا عليه من الكوفة هل تعرفون أويس بن عامر القرني ؟ فيقولون : لا ، فقدم عليهم وفد من الكوفة فيهم ابن عمه ذاك فقال : هل تعرفون أويس بن عامر القرني ؟ فقال : هو ابن عمي وهو رجل فاسد نذل لم يبلغ ما إن تعرفه أنت يا أمير المؤمنين ، فقال له عمر : ويلك هلكت إذا أتيته فأقرئه مني السلام ومره فليقدم إلي ، فلما قدم الكوفة لم يضع عنه ثياب سفره حتى أتاه فرآه في المسجد فلم يأتم فقال له : استغفر لي يا ابن عمي ، فقال : غفر الله لك يا ابن عمي قال : وأنت غفر الله لك يا أويس بن عامر ، أمير المؤمنين يقرئك السلام قال : ومن ذكرني لأمير المؤمنين ؟ قال : هو ذكرك وأمرني أن أبلغك فلتنفذ إليه قال : سمعا وطاعة لأمير المؤمنين قال : فوفد إلى عمر فدخل عليه فقال له عمر : أنت أويس بن عامر القرني ؟ قال : نعم ، قال أنت الذي خرج بك وضح فدعوت الله عز وجل أن يذهبه عنك فأذهبه فقلت : اللهم دع لي في جسدي ما أذكر [ ص: 279 ] به نعمتك علي فترك في جسدك ما تذكر به نعمة الله عليك ؟ قال : وما أدراك يا أمير المؤمنين فوالله ما اطلع على هذا بشر ؟ قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه علي فيدع له في جسده ما يذكر به نعمته عليه فمن أدركه منكم واستطاع أن يستغفر له فليستغفر له ، فاستغفر لي يا أويس بن عامر قال : غفر الله لك يا أمير المؤمنين قال : وأنت يغفر الله لك يا أويس بن عامر ، فلما سمعوا من عمر ما قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رجل : استغفر لي ، وقال آخر : استغفر لي يا أويس ، فلما كثروا عليه انساب فذهب فما رئي حتى الساعة سيكون في التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر القرني يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه فيذهبه عنه فيقول : اللهم دع لي في جسدي ما أذكر به نعمتك " .