339  - حدثنا  عبد الله ،  حدثنا أبي ، أخبرنا عوف بن جابر  قال : سمعت محمد بن داود ،  عن أبيه ، عن وهب  قال : " قال الحواريون : يا عيسى ،  من أولياء الله عز وجل الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟  قال عيسى ابن مريم :  الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها ، والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها ، فأماتوا منها ما يخشون أن يميتهم ، وتركوا ما علموا أن سيتركهم ؛ فصار استكثارهم منها استقلالا ، وذكرهم إياها فواتا ، وفرحهم بما أصابوا منها حزنا ؛ فما عارضهم من نائلها رفضوه ، وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وضعوه ، وخلقت الدنيا عندهم ، فليسوا يجددونها ، وخربت بينهم فليسوا يعمرونها ، وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها ، يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ، ويبيعونها فيشترون بها ما يبقى لهم ، ورفضوها فكانوا فيها هم الفرحين ، ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات ، وأحيوا ذكر الموت ، وأماتوا ذكر الحياة ، يحبون الله ، ويحبون ذكره ، ويستضيئون بنوره ، ويضيئون به ، لهم خبر عجيب ، وعندهم الخبر العجيب ، بهم قام الكتاب ، وبه قاموا ، وبهم نطق الكتاب ، وبه نطقوا ، وبهم علم الكتاب ، وبه علموا ، وليسوا يرون نائلا مع ما نالوا ، ولا أمانا دون ما يرجون ، ولا خوفا دون ما يحذرون "  . 
				
						
						
