فالله لا يكون مخلوقا، والرحمن لا يكون مخلوقا، والرحيم لا يكون مخلوقا، وهذا أصل الزنادقة. من قال هذا فعليه لعنة الله، لا تجالسوهم ولا تناكحوهم.
وقال وهب بن جرير: "الجهمية الزنادقة إنما يريدون أنه ليس على العرش استوى.
وحلف بالله الذي لا إله إلا هو، من قال إن القرآن مخلوق فهو زنديق، ويستتاب فإن تاب وإلا قتل. يزيد بن هارون
وقيل إن قوما لأبي بكر بن عياش، ببغداد يقولون: إنه مخلوق، فقال: ويلك من قال هذا؟ على من قال القرآن مخلوق لعنة الله، وهو كافر زنديق، ولا تجالسوهم.
[ ص: 31 ] وقال الثوري: "من قال القرآن مخلوق فهو كافر".
وقال حماد بن زيد: جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله". "القرآن كلام الله نزل به
وقال ابن مقاتل: سمعت يقول: من قال: ( ابن المبارك إنني أنا الله لا إله إلا أنا ) مخلوق فهو كافر. ولا ينبغي لمخلوق أن يقول ذلك، وقال أيضا:".
فلا أقول بقول الجهم إن له قولا يضارع قول الشرك أحيانا ولا أقول تخلى من بريته
رب العباد وولى الأمر شيطانا ما قال فرعون هذا في تجبره
فرعون موسى ولا فرعون هامانا
وقال "لا نقول كما قالت ابن المبارك: الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى"، وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: "فوق سماواته على عرشه"، وقال لرجل منهم: "أتظنك خاليا منه؟" فبهت الآخر" وقال: "من قال لا إله إلا هو مخلوق، فهو كافر، وإنا لنحكي كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية".
وقال معاوية بن عمار: سمعت يقول: "القرآن كلام الله وليس بمخلوق". جعفر بن محمد،
وقال سعيد بن عامر: "الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى، وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم: ليس على العرش شيء".
وقال ضمرة: عن "ترك الجهم الصلاة أربعين يوما على وجه الشك، فخاصمه بعض السمنية، فشك فأقام أربعين يوما لا يصلي. قال ابن شوذب: ضمرة: وقد رآه ابن شوذب.
[ ص: 32 ] وقال "إن كلام عبد العزيز بن أبي سلمة: صنعة بلا معنى، وبناء بلا أساس، ولم يعد قط من أهل العلم". جهم
ولقد سئل عن رجل طلق امرأته قبل أن يدخل بها فقال: عليها العدة. فخالف كتاب الله بجهله. وقال الله سبحانه: ( جهم فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) .
وقال علي: "إن الذين قالوا إن لله ولدا أكفر من الذين قالوا: إن الله لا يتكلم.وقال: احذر من وأصحابه، فإن كلامهم يستجلب الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم المريسي فلم يثبت لي أن في السماء إلها. جهما
وكان يسميهم إسماعيل بن أبي أويس زنادقة العراق، وقيل له: "سمعت أحدا يقول: القرآن مخلوق، فقال: هؤلاء الزنادقة والله، لقد فررت إلى اليمن حين سمعت العباس يكلم بهذا ببغداد فرارا من هذا الكلام".
وقال سمعت علي بن الحسن: ابن مصعب، يقول: "كفرت الجهمية في غير موضع من كتاب الله، قولهم: إن الجنة تفنى، وقال الله: ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) ، فمن قال إنها تنفد فقد كفر، وقال: ( أكلها دائم وظلها ) ، فمن قال إنها لا تدوم فقد كفر، وقال: ( لا مقطوعة ولا ممنوعة ) ، فمن قال إنها تنقطع فقد كفر، وقال: ( عطاء غير مجذوذ ) ، فمن قال إنها تنقطع فقد كفر، وقال: أبلغوا الجهمية أنهم كفار، وأن نساءهم طوالق".
وقال عن ابن المبارك، عمر، عن ( قتادة: وكلمته ألقاها إلى مريم ) قال: "هو قوله: ( كن ) فكان".
وقال ابن معدان، سألت الثوري: ( وهو معكم أين ما كنتم ) ، قال: "علمه".
[ ص: 33 ] .
وقال سمعت أبو الوليد: يقول، وذكر له أن قوما يقولون: القرآن مخلوق، فقال: "كيف تصنعون بـ: ( يحيى بن سعيد، قل هو الله أحد ) ؟ كيف تصنعون بقوله: ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا ) ؟".
وقال عفان: "من قال: ( قل هو الله أحد ) مخلوق، فهو كافر".
وقال علي بن عبد الله: "القرآن كلام الله، من قال إنه مخلوق فهو كافر، لا يصلى خلفه".
قال "من كذب بحديث وكيع: إسماعيل عن قيس عن عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤية، فهو جهمي فاحذروه". جرير
وقال "من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر، ومن لم يعقد قلبه على أن القرآن ليس بمخلوق فهو خارج من الإسلام". أبو الوليد:
قال "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس، فما رأيت أضل في كفرهم منهم، وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم". أبو عبد الله:
وقال عبد الرحمن بن عفان، ذكر أمام في السنة التي ضرب فيها سفيان بن عيينة فقام المريسي، من مجلسه مغضبا فقال: "ويحكم، القرآن كلام الله، قد صحبت الناس وأدركتهم، هذا ابن عيينة وهذا عمرو بن دينار، حتى ذكروا ابن المنكدر، منصورا، والأعمش، فقال ومسعر بن كدام، قد تكلموا في الاعتزال والرفض والقدر، وأمروا باجتناب القوم، فما نعرف القرآن إلا كلام الله، ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله. ما أشبه هذا القول بقول النصارى، ولا تجالسوهم ولا تسمعوا كلامهم". ابن عيينة:
وقال عبد الله بن محمد: سمعت وذكر ابن عيينة فقال: "ما تقول الدويبة؟ ما تقول الدويبة؟" استهزاء به. قال: وسمعت المريسي يقول: "جاء ذاك الخبيث فسألني عن حديث، ولو عرفته ما حدثته". محمد بن عبيد
وقال حدثنا الحميدي: حصين، عن عن مسلم بن صبيح، شتير بن شكل، عن رضي الله عنه، قال: "ما خلق الله من أرض ولا سماء، ولا جنة ولا نار أعظم من: ( عبد الله الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ". [ ص: 34 ]
قال سفيان، في تفسيره: "إن كل شيء مخلوق، والقرآن ليس بمخلوق، وكلامه أعظم من خلقه، لأنه يقول للشيء: كن، فيكون، فلا يكون شيء أعظم مما يكون به الخلق، والقرآن كلام الله".
وقال زهير السجستاني: سمعت يقول: سلام بن أبي مطيع، "الجهمية كفار".
وقال عبد الحميد: كافر بالله العظيم". "جهم
وقال "أحدثوا هؤلاء وكيع: المرجئة الجهمية، والجهمية كفار، جهمي، وعلمتم كيف كفروا، قالوا: يكفيك المعرفة، وهذا كفر، والمريسي والمرجئة يقولون: الإيمان قول بلا فعل، وهذا بدعة، فمن قال: القرآن مخلوق فهو كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، يستتاب وإلا ضربت عنقه".
وقال "على وكيع: لعنة الله، يهودي أو نصراني. قال له رجل: كان أبوه أو جده يهوديا أو نصرانيا؟ قال المريسي عليه وعلى أصحابه لعنة الله، القرآن كلام الله. وضرب وكيع إحدى يديه على الأخرى، وقال: سيئ وكيع: ببغداد يقال له يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه. المريسي
وقال "لقد حرضت يزيد بن هارون: أهل بغداد على قتله جهدي، ولقد أخبرت من كلامه بشيء مرة وجدت وجعه في صلبي بعد ثلاث".
قال "إنما كانت غايته أن يدخل الناس في كفره". علي بن عبد الله:
وقال عبيد الله بن عائشة: "لا تصل خلف من قال القرآن مخلوق، ولا كرامة له، فإن صلى وكبر كيما يحتاط لنفسه فذاك، ويجتنبه أحب إلي، ولأنهم يقولون: شيء لا شيء، يقولون: الله لا شيء".
وقال سليمان بن داود الهاشمي، وسهل بن مزاحم: "من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته".
وقال ابن الأسود: سمعت يقول ابن مهدي، "لو أن جهميا بيني وبينه [ ص: 35 ] قرابة ما استحللت من ميراثه شيئا". وقال ليحيى بن سعيد: "ولو رأيت رجلا على الجسر وبيدي سيف، يقول القرآن مخلوق، لضربت عنقه". ابن مهدي:
وقال يزيد بن هارون: أحقر من أتاني". " المريسي
قال "ما أبالي صليت خلف الجهمي الرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم". أبو عبد الله:
وقال هما ملتان: عبد الرحمن بن مهدي: "الجهمية، والرافضية".
وقيل لابن عبيد: إن سئل عن ابتداء خلق الأشياء عن قول الله عز وجل: ( المريسي إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ) ، فقال: كله كلام صلة. فمعنى قوله: أن يقول صلة، كقوله قالت السماء فأمطرت، وكقوله: قال الجدار فمال، قال: قال الله تعالى: ( جدارا يريد أن ينقض فأقامه ) ، والجدار لا إرادة له، فمعنى قوله: إذا أردناه كوناه فكان، لم يكن عند جواب أكثر من هذا؛ يعني إن الله تعالى لا يتكلم. المريسي
قال "أما تشبيه قول الله: ( أبو عبيد القاسم بن سلام: إذا أردناه ) ، بقوله قالت السماء فأمطرت، وقال الجدار فمال، فإنه لا يشبه، وهذه أغلوطة أدخلها، لأنك إذا قلت: قالت السماء، ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى تقول فأمطرت، وكذلك إذا قلت: أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه، وإذا قلت: قال الله، اكتفيت بقوله: قال. فقال: مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال، كما احتجت إذا قال الجدار فمال، وإلا لم يكن لقال الجدار معنى، ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه، ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يقله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق".
[ ص: 36 ] وقال علي: سمعت وذكر بشر بن المفضل، ابن خلوبة بالبصرة جهمي فقال بشر: "هو كافر".
وسئل عن وكيع مثنى الأنماطي، فقال: "كافر".
وقال "لو كان لي على عبد الله بن داود المثنى الأنماطي سبيل لنزعت لسانه من قفاه، وكان جهميا".
وقال "من قال: القرآن مخلوق فهو كافر. وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا، فلم صار سليمان بن داود الهاشمي: فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال: ( أنا ربكم الأعلى ) وزعموا إن هذا مخلوق، والذي قال: ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني ) هذا أيضا قد ادعى ما ادعى فرعون، فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار من هذا، وكلاهما عنده مخلوق"، فأخبر بذلك فاستحسنه وأعجبه. أبو عبيد
وقال "قد تبين لي إن القوم كفار". أحمد بن محمد:
وقال إذا قال لك جهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقل: "أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء". الفضيل بن عياض:
وقال رأيت ابن عيينة: قائما عند كتاب، قلت: ما تفعل يا أبا محمد هنا؟ قال: "أسمع كلام ربي من في هذا الغلام". ابن إدريس
وحذر عن يزيد بن هارون الجهمية وقال: "من زعم أن الرحمن على العرش استوى على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي، ومحمد الشيباني جهمي".
[ ص: 37 ] وقال عن ضمرة بن ربيعة، صدقة، سمعت يقول: "لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء، فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلت لا أعلم". قال أبو عبد الله: وذلك لقوله تعالى: ( سليمان التيمي، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) يعني إلا بما بين.
وقال ابن عيينة، ومعاذ بن معاذ، والحجاج بن محمد، ويزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم، والربيع بن نافع الحلبي، ومحمد بن يوسف، وعاصم بن علي بن عاصم، ويحيى بن يحيى، وأهل العلم: "من قال: القرآن مخلوق فهو كافر".
وقال محمد بن يوسف: "من قال إن الله ليس على عرشه فهو كافر، ومن زعم إن الله لم يكلم موسى فهو كافر".
وقيل لمحمد بن يوسف: "أدركت الناس، فهل سمعت أحدا يقول: القرآن مخلوق؟ فقال: الشيطان يكلم بهذا، من يكلم بهذا فهو جهمي، والجهمي كافر".