الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
حدثنا إسحاق، أنبأ عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يتدارؤون ، فقال: "إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تضربوا بعضه بعضا، ما علمتم منه فقولوا، وما لا، فكلوه إلى عالمه".

قال أبو عبد الله: "وكل من اشتبه عليه شيء فأولى أن يكله إلى عالمه".

كما قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه" ولا يدخل في المتشابهات إلا ما بين له.

وقد حدثنا عبد الله بن مسلمة، حدثنا يزيد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب ) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه منهم فهم الذين عنى الله فاحذروهم".

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "من علم علما فليقل به، ومن لا، فليقل: الله أعلم، فإن من علم الرجل أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم، فإن الله قال لنبيه: ( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ) ".

التالي السابق


الخدمات العلمية