55 - " باب ذكر الدليل على أن الأنبياء ، قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعليهم أجمعين ، إنما دعا بعضهم فيما كان الله جعل لهم من الدعوة المجابة ، سألوها ربهم ، ودعا بعضهم بتلك الدعوة ، على قومه ، ليهلكوا في الدنيا ، والدليل على أنه لم يكن أحد منهم أرأف بأمته ، من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، تسليما ، لأنه اختبأ دعوته ، شفاعة لأمته ، يوم القيامة " .
1 - ( 390 ) : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ، قال : ثنا قال : ثنا سليمان بن داود ، قال : ثنا علي بن هاشم بن البريد عبد الجبار بن العباس الشبامي ، عن عن عون بن أبي جحيفة السوائي ، عبد الرحمن بن علقمة الثقفي ، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي ، قال : ثقيف فعلقنا طريقا من طرق المدينة ، حتى انخنا بالباب ، وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل ، نلج عليه منه فدخلنا وسلمنا ، وبايعنا ، فما خرجنا من عنده ، حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده ، فقلت له : يا رسول الله! ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان ؟
فضحك وقال : فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان ، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه الله دعوة فمنهم من اتخذ بها دنيا ، فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها ، وإن الله تعالى أعطاني دعوة ، فاختبأتها عند ربي ، شفاعة لأمتي يوم القيامة " . " قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في
[ ص: 650 ] 2 - ( 391 ) : حدثنا أيضا ، قال : حدثني محمد بن عثمان محمد بن إسماعيل الأنصاري ، قال : ثنا عن علي بن هاشم بن البريد عبد الجبار بن العباس الشبامي ، بهذا الإسناد ، قال : " وفدنا على رسول الله ، فاستأذنا عليه ، فأذن لنا ، فولجنا وليس أحد أبغض منه إلينا فأسلمنا ، وبايعنا ، فما خرجنا حتى ما كان أحد أحب إلينا منه " فذكر نحوه .
قال أبو بكر : محمد بن إسماعيل هذا هو الملقب بالوساوس .