وقد روي في اعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيما يدل على أن دخوله المعتكف كان قبل هذا الوقت ، عن غير واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن ذلك ما : 
 1101  - حدثنا  الربيع المرادي ،  قال : حدثنا  ابن وهب ،  قال : أخبرني  يونس بن يزيد ،  أن  نافعا  أخبره ، قال : حدثني  عبد الله بن عمر ،  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان   " . 
قال  نافع :  وقد أراني  عبد الله بن عمر  المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد . 
ففي هذا الحديث أنه كان يعتكف العشر كلها . 
فهذا عندنا والله أعلم على أنه كان يدخل معتكفه قبل غروب الشمس من اليوم العشرين من الشهر حتى تغيب الشمس وهو في معتكفه ، لأن ما بعد غيبوبة الشمس من اليوم العشرين من الشهر إنما هو من العشر الأواخر منه ، لا مما سواه منه ، ومن ذلك ما : 
 1102  - حدثنا يحيى ،  قال : حدثنا نعيم ،  قال : حدثنا  ابن المبارك ،  قال : حدثنا  حماد بن سلمة ،  عن  ثابت ،  عن  أبي رافع ،  عن  أبي بن كعب ،  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف بهم في العشر الأواخر من رمضان " . 
فسافر عاما ، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين يوما .  
فأما قول أبي :   " كان يعتكف في العشر الأواخر " ، قال : كلام فيه مثل الكلام الذي ذكرنا  [ ص: 482 ] في حديث  عائشة   . 
وأما قوله :  " فلما كان من العام المقبل اعتكف عشرين يوما " . فهذا فيه على أنه قد كان في ذلك العام اعتكف العشرين اليوم كلها ، واحتمل أن يكون دخوله إلى الاعتكاف فيها كان قبل غيبوبة الشمس من اليوم العاشر من شهر رمضان ، وقد روينا عن  عائشة  في ذلك ما : 
 1103  - حدثنا  يحيى بن عثمان ،  قال : حدثنا نعيم ،  قال : حدثنا  ابن المبارك ،  قال : أخبرنا  ابن جريج ،  قال : أخبرني  الزهري ،  عن سعيد ،  وعروة ،  عن  عائشة ،  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كان يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى توفاه الله - عز وجل - " .  
ففي هذا أنه كان يعتكف العشر كلها ، وهذا خلاف ما رويناه عنهما بما في حديث  عمرة   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					