وكان من حجة من ذهب إلى إباحة الكلام في الصلاة للنائبة التي تنوب فيها :
405 - أن نصر بن مرزوق ، حدثنا ، قال : حدثنا الخصيب بن ناصح ، قال : حدثنا عن وهيب بن خالد ، أيوب ، وابن عون ، وسلمة بن علقمة ، عن محمد بن سيرين ، قال : " صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر ، قال : وأكبر ظني أنه قد ذكر الظهر ، فصلى ركعتين ، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ، فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى يعرف في وجهه الغضب . أبي هريرة ،
قال : وخرج سرعان الناس ، فقالوا : قصرت الصلاة ، وفي الناس أبو بكر ، وعمر ، فهاباه أن يكلماه ، فقام رجل طويل اليدين ، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسميه ذا اليدين ، فقال : يا رسول الله ، أنسيت أم قصرت الصلاة ؟ ، فقال : لم أنس ولم تقصر الصلاة ، فقال : بل نسيت يا رسول الله فأقبل على القوم ، فقال : صدق ذو اليدين ؟ قالوا : نعم فجاء فصلى بنا الركعتين الباقيتين ، ثم سلم ، ثم كبر ، ثم سجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر وسجد مثل سجوده أو أطول ، ثم رفع رأسه وكبر " . عن
قالوا : فلما كان رضي الله عنه - قد أخبر في حديثه هذا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بهم هذه الصلاة وكان منه فيها ومن كلامهم إياه فيها ، ومن [ ص: 216 ] رده عليهم وردهم عليه ما لم يخرجه منها وما لم يمنعه من البناء على ما مضى منها ، وإسلام أبو هريرة - رضي الله عنه - ، فإنما كان قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين كما : أبي هريرة -
406 - حدثنا قال : حدثنا ابن أبي داود ، عبد الله بن عمرو القواريري ، قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، قال : قيس بن أبي حازم ، رضي الله عنه - ، فقلنا : حدثنا ، فقال : " صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين أبا هريرة - " . أتينا
407 - وكما حدثنا أبو أميه ، قال : حدثنا قال : حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدثنا وهيب بن خالد ، خيثم بن عراك ، عن أبيه ، عن نفر من قومه ، أن رضي الله عنه - " قدم أبا هريرة - المدينة هو ونفر من قومه .
قال : قدمنا وقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر واستخلف رجلا من بني غفار ، يقال له : سنباغ بن عرفطة ، فأتيناه وهو يصلي بالناس صلاة الغداة ، فقرأ في الركعة الأولى : كهيعص ، وفي الثانية : ويل للمطففين .
قال : فأقول وأنا في الصلاة ، ويل لأبي فلان كان له مكيالان إذا اكتال بالوافي . أبو هريرة
وإذا كال كال بالناقص ، فلما فرغنا من صلاتنا أتينا سنباغا فزودنا شيئا حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد افتتح خيبر ، فكلم الناس فأشركونا في سهامهم ، قال : ونسخ الكلام في الصلاة فبمكة لما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أرض لابن مسعود الحبشة ، وكان قدومه عليه منها بمكة ، سلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه ، فلما فرغ ، قال له : " " . إن الله - عز وجل - يحدث من أمره ما شاء ، وإن مما أحدث أنه قضى ألا تتكلموا في الصلاة دل ما ذكرنا أن ما كان من الكلام في الصلاة في حديث ذي اليدين غير داخل في النهي عن الكلام في الصلاة ، ودليل أن الكلام في الصلاة الذي نهي عنه فيها إنما هو لما سوى ذلك .
فكان من الحجة عليه للآخرين أن حديث ذي اليدين لو كان بعد حديث لكان ناسخا له ولثبت به أن يتكلم الناس بجميع حوائجهم في الصلاة ، لأن الكلام الذي كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وممن كلمه في حديث ذي اليدين لم يوقفنا [ ص: 217 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه أن ذلك الكلام لتلك الحادثة خاصة ، وأنه لا يجوز أن يتكلم به فيها ثان في الصلاة من غير أمرها ، ولو كان بينهما فرقان إذا لأوضحوه للناس ولعلموهم إياه ، بل قد علمهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديثي ابن مسعود ، سهل بن سعد اللذين ذكرناهما ، وأبي هريرة ولم يتجاوزهم بذلك إلى غيره من الكلام . التسبيح للرجال والتصفيق للنساء ، عند النوائب التي تنوبهم في صلاتهم ،