ولما كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجواب أصحابه إياه في الصلاة لم يكن قبله تسبيح ، دل ذلك على أن ذلك كان قبل أن يعلمهم التسبيح ، لأنه لا يجوز أن يعلمهم التسبيح ، ثم يخالفونه إلى الكلام ، على أنا قد نظرنا في نسخ الكلام في الصلاة هل كان بمكة كما قال هذا القائل ؟ فوجدنا في الآثار ما قد دفع ذلك ، لأن قال : كنا نتكلم في الصلاة حتى نزلت ( زيد بن أرقم ، وقوموا لله قانتين ) فأمرنا بالسكوت ، ممن لم يصحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزيد بن أرقم بمكة .
وقد روي مثل ذلك عمن سواه من الأنصار ممن هو أصغر منه سنا وأحدث صحبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه وهو رضي الله عنه - . أبو سعيد الخدري -
408 - حدثنا قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، قال : حدثني عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن محمد بن العجلان ، عن زيد بن أسلم ، عطاء بن يسار ، رضي الله عنه - ، أن رجلا " سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرد عليه إشارة " . أبي سعيد الخدري -
وقال : " كنا نرد السلام في الصلاة فنهينا عن ذلك " . عن
وقد دل على صغر وحداثته ما روي عن أبي سعيد رضي الله عنها في ذلك . عائشة
409 - حدثنا قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن ، المنجاب بن الحارث التميمي ، وحدثنا فهد ، قال : حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، قال : حدثنا عن علي بن مسهر ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة ، رضي الله عنها ، قالت : " وما علم عائشة أبي سعيد الخدري بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وإنما كانا غلامين صغيرين " . وأنس بن مالك
ومع أنا قد نظرنا في قوله في قدوم رضي الله عنه - على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان عبد الله بن مسعود - بمكة ، فوجدنا لم يتقدمه في ذلك أحد علمناه إلا وذلك أنه ذكر في المغازي أنه محمد بن إسحاق ، الحبشة إسلام أهل مكة ، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك حتى دنوا من بلغ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا بأرض مكة ، فإذا ما بلغهم من ذلك كان باطلا ، فلم يدخل منهم أحد مكة إلا بجوار أو [ ص: 218 ] مستخفيا ، وكان ممن قدم عليه مكة فأقام بها حتى هاجر إلى المدينة فشهد معه بدرا ، فذكر جماعة ، منهم عثمان بن عفان ، ولم تتجاوز الحكاية عن نفسه إلى رواية رواها غيره ، وهذا مما لا تقوم به عندنا ، ولا عنده حجة مع أن من هو أولى بقبول هذا ، منهم وابن مسعود ، سعيد بن المسيب ، وعروة ، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، قد روي عنهم في عثمان خلاف ذلك ، وأن قدومه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بالمدينة وذلك . أن يونس .
410 - حدثنا ، قال : حدثنا قال : أخبرني ابن وهب ، يونس ، عن عن ابن شهاب ، أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وسعيد بن المسيب ، وعروة ، أن الهجرة الأولى وأنه هاجر في تلك الهجرة : هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة ، وامرأته جعفر بن أبي طالب ، أسماء بنت عميس الخثعمية ، وعثمان بن عفان ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، برقية وأبو سلمة بن عبد الأسد ، وامرأته ابنة أم سلمة أبي أمية ، وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته ، وهاجر فيها رجال من قريش ذووا عدد ليس معهم نساؤهم .
فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار هجرتهم ، قال لأصحابه : " إني قد رأيت دار هجرتكم ، رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهي المدينة " ، فهاجر إليها من كان معه بمكة ، ورجع رجال من أهل الحبشة حين سمعوا بذلك فهاجروا إلى المدينة ، منهم بامرأته ، عثمان بن عفان وأبو سلمة بن عبد الأسد بامرأته ابنة وجلس بأرض أبي أمية ، الحبشة جعفر بن أبي طالب ، وخالد بن سعيد ، وخاطب بن الحارث ، ومعمر بن عبد الله ، وعبد الله بن شهاب ، ورجال ذو عدد من المهاجرين من قريش فحالت بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحرب .