الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                صفحة جزء
                28 - والكلام المباح ، وفي فتح القدير : أنه يأكل الحسنات ، كما تأكل النار الحطب

                التالي السابق


                قوله : والكلام المباح أي : يمنع منه في المسجد . أقول محله أن نجلس له كما في الظهيرية أما أن تحدث بعد صلاته فلا يكره ( انتهى ) . قال الإمام ظهير الدين التمرتاشي في شرح الجامع الصغير من كتاب الكراهية : الجلوس في المسجد للحديث لا يباح بالاتفاق ; لأن المساجد ما بنيت لأمور الدنيا . وفي خزانة الفقه ما يدل على أن الكلام المباح من حديث الدنيا حرام فإنه قال : ولا يتكلم في المساجد بكلام الدنيا فمن تكلم في المساجد بكلام الدنيا أحبط الله عنه عمل أربعين سنة .

                وفي شرح النقاية يكره القعود في المسجد إلا للعبادة ما دون فيه شرعا ألا ترى أن أهل الصفة كانوا يلازمون المسجد وكانوا ينامون فيه ويتحدثون بما ليس فيه مأثم ؟ وفي صلاة الجلابي الكلام المباح من حديث الدنيا يجوز في المساجد وإن كان الأولى أن يشتغل بذكر الله تعالى وعن خلف جاءه غلامه فسأله عن شيء فخرج من المسجد وكلمه فقيل له في ذلك فقال ما تكلمت في المسجد بكلام الدنيا منذ كذا وكذا سنة .




                الخدمات العلمية