الفصل السابع والعشرون في ذكر ما ظهر لأصحابه في حياته
فمنه قصة رضي الله عنه مع ضيفه وبطعامه ، وقصة أبي بكر الصديق ونفار فرسه ، وقصة أسيد بن حضير وعكتها ، وإضاءة العصا للأنصاريين في الليلة المظلمة وما في معناه . أم سليم
498 - حدثنا ثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز عارم بن النعمان وثنا ثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان قالا ثنا عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن المعتمر بن سليمان أنه حدثه عن أبي عثمان عبد الرحمن بن أبي بكر قال :
أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس ، أو كما قال ، وإن جاء بثلاثة ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة ، وإن أبا بكر تعشى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم لبث حتى صليت العشاء ، ثم رجع ، فجاء بعدما مضى من الليل ما شاء الله ، فقالت له امرأته : ما حبسك عن أضيافك ؟ قال : أوعشيتيهم ؟ قالت : أبوا حتى تجيء ، وقد عرضوا عليهم فغلبوهم ، قال : فذهبت أنا فاختبأت ، فقال : كلوا هنيئا ، [ ص: 558 ] وقال : والله لا أطعمه أبدا ، قال ، فايم الله ما كنا نأخذ لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها ، قال ، فشبعوا ، وصارت أكثر مما كان قبل ذلك ، فنظر إليها أبا بكر فإذا هي كما هي ، فقال لامرأته : يا أخت أبو بكر بني فراس ما هذا ؟ قالت : لا ، وقرة عيني لهي الآن أكثر منها قبل ذلك بثلاث مرار ، فأكل منها وقال : إنما كان ذلك من الشيطان ، يعني يمينه ، ثم أكل منها لقمة ، ثم حملها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده ، قال ، وكان بينهم وبين قوم عهد فمضى الأجل ، فعرفنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم ناس والله أعلم كم كان مع كل رجل ، فأكلوا منها أجمعون أو كما قال ، لفظ عارم . أبو بكر