109  - حدثنا  محمد بن أحمد بن الحسن  قال : ثنا  محمد بن عثمان بن أبي شيبة   [ ص: 171 ] قال : ثنا أبي وعمي  أبو بكر  قالا : ثنا  قراد أبو نوح  قال : ثنا  يونس بن أبي إسحاق ،  عن أبي بكر بن أبي موسى ،  عن أبيه قال : خرج أبو طالب  إلى الشام ،  وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب ، هبطوا ، فحلوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وقد كان قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم ، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين . 
فقال له أشياخ قريش : ما أعلمك ؟ قال : إنكم حين أشرفتم من العقبة  لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ، ولا يسجد إلا لنبي ، وإني لأعرفه بخاتم النبوة بأسفل من غضروف كتفيه مثل التفاحة ، ثم صنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل ، قال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا نظروا إليه وعليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، قال : فبينا هو قائم عليهم يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم ،  فإن الروم  لو رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم  فاستقبلهم ، فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : إن هذا النبي الذي بلغنا أنه خارج في هذا الشهر ، فلم يبق طريق إلا وقد بعث إليه ناس ، وإنا أخبرنا خبره ، فبعثنا إلى طريقكم ، فقال لهم : هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟  [ ص: 172 ] قالوا : لا إنما أخبرنا خبره ، فبعثنا إلى طريقك هذا ، قال : أفرأيتم أمرا أراد الله عز وجل أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ قالوا : لا ، فبايعوه ، فأقاموا معه ، فأتاهم ، فقال : أنشدتكم بالله أيكم وليه ؟ قال أبو طالب :  أنا ، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب ،  وبعث معه بلالا  وزوده الراهب من الكعك والزيت " .  
				
						
						
