قال الشيخ : ولقد شهدت قريش له صلى الله عليه وسلم واعترفت قبل مبعثه في غير مواطن ، فمما يقارب هذا الحديث ويوافقه :
117 - ما حدثناه ثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز قال : ثنا عبد الله بن رجاء عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : عبد الله بن مسعود سعد بن معاذ معتمرا ، فنزل على أبي صفوان أمية بن خلف ، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد ، فقال أمية لسعد : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت ، فبينا سعد يطوف بالكعبة آمنا ، أتاه أبو جهل فقال : من هذا الذي يطوف بالكعبة آمنا ؟ فقال سعد : أنا سعد ، فقال أبو جهل : تطوف بالبيت آمنا وقد آويتم محمدا وأصحابه ، فكان بينهما ، حتى قال أمية لسعد : لا ترفع صوتك على فإنه سيد أهل هذا الوادي ، فقال له أبي الحكم سعد : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن عليك متجرك إلى [ ص: 179 ] الشام ، فجعل أمية يقول : لا ترفع صوتك على يسكته ، فغضب أبي الحكم ، سعد فقال : دعنا عنك ، فإني سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يزعم أنه قاتلك ، قال : إياي إياي ؟ قال : نعم ، قال : والله ما يكذب محمد ، فلما خرجوا رجع إلى امرأته ، فقال : أما علمت ما قال أخي اليثربي ؟ فأخبرها ، فقالت امرأة أمية : ما يدعنا محمد ! !
فلما جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر ، قالت له امرأته : أما تذكر ما قال لك أخوك اليثربي ؟ فأراد أن لا يخرج ، فقال له أبو جهل : إنك من أشراف أهل الوادي ، فسر معنا يوما أو يومين ، فسار معهم ، فقلته الله ببدر " . انطلق
[ ص: 180 ] [ ص: 181 ]