203  - حدثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ  قال : ثنا  أحمد بن الفرج  قال : ثنا أبو عمرو الساقدي  قال : ثنا محمد بن مروان ،  عن الكلبي ،  عن  أبي صالح ،  عن  ابن عباس  قال :  " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا سنين لا يظهر شيئا مما أنزل الله عز وجل حتى نزلت : فاصدع بما تؤمر يعني أظهر أمرك بمكة ،  فقد أهلك الله المستهزئين بك وبالقرآن ، وهم خمسة رهط ، فأتاه جبريل  عليه السلام بهذه الآية ، قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أراهم أحياء بعد كلهم ، فأهلكوا في يوم واحد وليلة .  
فمنهم العاص بن وائل السهمي ،  خرج يومه ذلك في يوم مطير فخرج على راحلته يسير ، وابن له يتنزه ويتغدى ، فنزل شعبا من تلك الشعاب ، فلما وضع قدمه على الأرض قال : لدغت ، فطلبوا فلم يجدوا شيئا ، وانتفخت رجله حتى صارت مثل عنق البعير ، فمات مكانه . 
ومنهم الحارث بن قيس السهمي  أكل حوتا مالحا ، ويقال طريا ، فأصابه عليه عطش ، فلم يزل يشرب عليه الماء حتى انقد عليه بطنه ، فمات وهو يقول : قتلني رب محمد .  
ومنهم الأسود بن المطلب بن الحارث بن عبد العزى  كان له ابن يقال له : زمعة ،  وأبر شيء به ، وكان إذا خرج قال : أسير كذا وكذا ذاهبا ، وأسير مقبلا كذا وكذا ، فلا يخرم ما يقول لأبيه ، قال : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا على الأسود  أن يعمى بصره ، وأن يثكل ولده ، قال : فأتاه جبريل  عليه  [ ص: 271 ] السلام بورقة خضراء فرماه بها ، فذهب بصره ، قال : وخرج في اليوم الذي واعده فيه ابنه ومعه غلام له ، فأتاه جبريل  عليه السلام وهو قاعد في أصل شجرة ، فجعل ينطح برأسه ويضرب وجهه بالشوك ، فاستغاث بغلامه ، فقال له غلامه : ما أرى أحدا يصنع بك شيئا غير نفسك ، حتى مات وكان يقول : قتلني رب محمد ،  وكان يقال إنه بقي حتى قتل ولده يوم بدر  وأثكله ، ثم مات . 
ومنهم الوليد بن المغيرة المخزومي  مر على أنبل لرجل من بني خزاعة  قد راشها وقد جعلها في الشمس ، فوطئها ، فانكسرت ، فتعلق به سهم منها فأصاب أكحله فقتله . 
ومنهم الأسود بن عبد يغوث  خرج من أهله ، فأصابه السموم ، فاسود حتى عاد حبشيا ، فأتى أهله فلم يعرفوه ، فأغلقوا دونه الباب حتى مات وهو يقول : قتلني رب محمد ،  فقتلهم الله جميعا كل رجل بغير قتل صاحبه ، فأظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره وأعلنه بمكة " .  
				
						
						
