قال أبو معبد : هو والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا ، فأصبح صوت بمكة عاليا ، يسمعون ولا يدرون من صاحبه :
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي هما نزلاها بالهدى واهتدت به أم معبد
فقد فاز من أمسى رفيق محمد فيال قصي ما زوى الله عنهم
به من فعال لا تجازى سؤدد ليهن بني كعب مقام فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت
عليه صريحا صرة الشاة مزبد فغادرها رهنا لديها لحالب
يرددها في مصدر ، ثم مورد
وفي رواية أبي عمرو بن حمدان : وأصبح صوت بالمدينة بين السماء والأرض يسمعون ولا يرون من يقوله .
[ ص: 340 ] وفي الرواية الأولى : فلما سمع حسان بن ثابت الأنصاري الهاتف شب يجاوب الهاتف وهو يقول :
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسري إليه ويغتدي
ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم فأرشدهم ، من يتبع الحق يرشد
وهل يستوي ضلال قوم تسفهوا عمايتهم ، هاد به كل مهتدي
وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حلت عليهم بأسعد
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله في كل مسجد
وإن قال في يوم مقالة غائب فتصديقها في اليوم أو في ضحى الغد
ليهن سعادة جده بصحبته ، من يسعد الله يسعد أبا بكر
ليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
قال أبو أحمد بن بشر بن محمد ثنا عبد الملك بن وهب : بلغني أن هاجرت وأسلمت ولحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم . ورواه أم معبد أبو أمية محمد بن إبراهيم بن بشر بن محمد مثله .
حدثنا إملاء وقراءة قال ثنا سليمان بن أحمد قال قال علي بن عبد العزيز : البرزة من النساء : الجلدة ، تظهر للناس ويجلس إليها القوم . أبو عبيد القاسم بن سلام
وقوله : كان القوم مرملين مسنتين : المرمل : الذي قد نفد زاده ، وقوله : مسنتين : هم الذين أصابتهم السنة ، وهي الأزمة والمجاعة .
قال : إذا قال : يال فلان : فذلك في الاستغاثة بالفتح ، ويال [ ص: 341 ] المسلمين ، وإذا أراد التعجب والنداء قال : يال فلان بالكسر . أبو عبيد
وقوله : كسر الخيمة : هو مؤخرها ، وفيه لغتان كسر وكسر ، وقال بعضهم الكسر هو في مقدم الخيمة .
وقوله : فتفاجت عليه يعني : فرجت رجليها كما تفعل التي تحلب .
وقوله : بإناء يريض الرهط : أي ينهنههم مما يجتريهم لكثرته إذا شربوه .
وقوله فحلب فيها ثجا : يعني سيلا ، وكذلك كل سيل ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن الحج فقال : العج والثج ، فالعج : رفع الصوت بالتلبية ، والثج : سيل دماء الهدي .
وقولها أراضوا : أصل هذا في صب اللبن على اللبن ، ومعنى قولها أراضوا : هو شرب لبن صب على لبن .
وقوله فغادره عندها : يقول : تركه .
وقوله : يسوق أعنزا تساوكن هزلا : والتساوك المشي الضعيف .
وقوله : والشاة عازب : يعني قد عزبن عن البيت فخرجن إلى المرعى .
وقوله : الحيل التي ليست بحوامل .
وقولهما في صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم : ظاهر الوضاءة : يعني الجمال ، والوضيء : الجميل .
والمتبلج الوجه : الذي فيه إضاءة ونور . رجل متبلج وأبلج قال الأعشى :
حكمتموه فقضى بينكم أبلج مثل القمر الباهر
وقولها : لم تعبه ثجلة : ومعناه عظم البطن ، تقول : فليس هو كذلك . [ ص: 342 ] وقولها : لم تزر به صعلة : تريد صغر الرأس ، يقال : رجل صعل .
وقولها : وسيم قسيم : كلاهما هو الجمال ، قال : وقال الشاعر يمدح قوما :
كأن دنانير على قسماتهم وإن كان قد شف الوجوه لقاء
يقول : وإن كان لقاء الحرب قد شفهم ، فإن جماله على حاله ، يريد بالقسمات : الوجوه الحسان .
وقولها : في عينيه دعج : وهو سواد الحدقة ، يقال : رجل أدعج وامرأة دعجاء .
وقولها : في أشفاره عطف : كان بعض الناس يظنها معطوفة ، وأنا أظنها : وطفا ، وكذلك كل مستطيل مسترسل ، وأيضا السحابة الدانية من الأرض وطف .
وقولها : في صوته صهل : إنه صحل ، وهو شبيه بالبحح ، وليس بالشديد منه ، ولكنه حسن ، وبذلك توصف الظباء .
وقولها : في عنقه سطع : هو الطول ، يقال منه : رجل أسطع وامرأة سطعاء ، وهذا مما يمدح به الناس .
وقولها : أزج : هو المقوس الحاجبين ، والأقرن : هو الذي التقى حاجباه بين عينيه .
وقولها : منطقه لا نزر ولا هذر : فالنزر : القليل ، والهذر : الكثير ، تقول : قصد بين ذلك .
وقولها : لا تقتحمه عين من قصر : تقول لا تزدريه فتنبذه ، ولكن تقبله وتهابه .
[ ص: 343 ] وقولها : محفود محشود : فالمحفود : المخدوم ، قال الله عز وجل : بنين وحفدة ومحشود : هو الذي قد حشده أصحابه وحفوا حوله وأطافوا به .