245 - حدثنا إبراهيم بن أحمد ثنا أحمد بن فرج قال ثنا قال ثنا أبو عمر الدوري محمد بن مروان عن عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح رضي الله عنهما : ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، منهم السيد : وهو الكبير ، والعاقب : وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما : أسلما ، قالا : قد أسلمنا ، قال : ما أسلمتما ، قالا : بلى قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما منعكما من الإسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب ، وأكلكما الخنزير ، وزعمكما أن لله ولدا ونزل : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ، ثم قال له كن فيكون فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ما تقول ، ونزل : فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم من القرآن فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم الآية ثم نبتهل يقول نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق ، هو العدل ، وأن الذي تقولون هو الباطل .
وقال لهم : إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم ، قالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ، ثم نأتيك ، قال : فخلا بعضهم ببعض [ ص: 355 ] وتصادقوا فيما بينهم ، فقال السيد للعاقب : قد - والله - علمتم أن الرجل لنبي مرسل ، ولئن لاعنتموه إنه لاستئصالكم ، وما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم إلا إلف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلادكم ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بنفر من أهله ، فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخيه ، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أنا دعوت فأمنوا أنتم ، فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية ، فقالوا : يا أبا القاسم نرجع إلى ديننا وندعك ودينك ، وابعث معنا رجلا من أصحابك يقضي بيننا ، ويكون عندنا عدلا فيما بيننا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ائتوني العشية أبعث معكم القوي الأمين ، فنظر حتى رأى فدعاه فقال : اذهب مع هؤلاء القوم فاقض بينهم بالحق . أبا عبيدة بن الجراح