262 - قال الواقدي فحدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس عن أبيه قال : بمكة حتى نزلوا بأعلى مكة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يذهب معي رجل في قلبه حبة خردل من غل على أحد ، فقال فتناولت إداوة فيها نبيذ . عبد الله بن مسعود قدم نفر من الجن على النبي صلى الله عليه وسلم
قال عمران بن أبي أنس بالحجون خط له رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، ثم قال قف هاهنا حتى أرجع ولا تخف ، ومضى . قالوا : قال : وأنا أنظر إلى جبلهم حلقا حلقا ، قال ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تغيب عن ابن مسعود فلم يره ابن مسعود ، حتى أسحر عبد الله قائم لم يجلس ، فقال له : ما زلت قائما ، قال وعبد الله : قلت لي قف هاهنا ، فما كنت أجلس حتى أراك ، قال : هل رأيت شيئا ؟ قال : رأيت أسودة وأحبلة ، وسمعت لغطا شديدا ، قال هؤلاء عبد الله جن نصيبين ، جاؤوني يختصمون إلي في شيء كان بينهم ، فلما برق الفجر قال : هل معك من وضوء للصلاة ؟ قال ، قلت : معي إداوة فيها نبيذ ، قال تمرة طيبة وماء طهور ، قال ، اصبب علي ، ففعلت ، ثم جاءه اثنان منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألم أقض حاجتكما ؟ قالا : بلى ، ولكنا أحببنا أن يصلي معك منا مصل . فصلى النبي صلى الله عليه وسلم وصليا وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح " تبارك الملك " وسورة " الجن " فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصغي [ ص: 366 ] بسمعه ، فلبث ساعة ، قال : فنما علي ما سمعا من القرآن ، وسألوني الزاد ، فقال ابن مسعود يا رسول الله فهل عندك شيء تزودهم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " زودتهم الرجيع ، ولا يجدون عظما إلا وجدوه عرقا ، ولا روثة إلا وجدوها تمرة نضرة " ، قالوا : يا رسول الله ، يفسده الناس علينا ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستنجى بالعظم والرجيع . عبد الله خرج حتى إذا كان
فقال : لما قدم عبد الله بن مسعود الكوفة ورأى الزط قال هؤلاء أشبه من رأيت من الإنس بالجن الذين صرفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون .