52 - حدثنا عمر بن محمد بن جعفر ، قال : ثنا إبراهيم بن السندي ، قال : ثنا النضر بن سلمة ، قال : ثنا محمد بن موسى أبو غزية ، عن علي بن عيسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن عن أبيه ، عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عامر بن ربيعة العدوي قال : لقيت زيد بن عمرو بن نفيل ، وهو خارج من مكة يريد حراء يصلي فيه ، وإذا هو قد كان بينه وبين قومه سوء في صدر النهار ، فيما أظهر من خلافهم واعتزال آلهتهم ، وما كان يعبد آباؤهم ، فقال زيد بن عمرو : يا عامر ، إبراهيم خليل الله ، وما كان يعبد ابنه إسماعيل عليهما السلام من بعده ، وما كان يصلون إلى هذه القبلة ، فأنا أنتظر نبيا [ ص: 101 ] من ولد إسماعيل من بني عبد المطلب اسمه أحمد ، ولا أراني أدركه ، فأنا يا عامر أومن به وأصدقه ، وأشهد أنه نبي ، فإن طالت بك المدة فرأيته فأقرئه مني السلام ، وسأخبرك يا عامر ما نعته حتى لا يخفى عليك ، قلت : هلم ، قال : هو رجل ليس بالقصير ، ولا بالطويل ، ولا بكثير الشعر ولا بقليله ، وليس تفارق عينيه حمرة ، وخاتم النبوة بين كتفيه ، واسمه أحمد ، وهذا البلد مولده ومبعثه حتى يخرجه قومه منها ، ويكرهون ما جاء به ، حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره ، فإياك أن تخدع عنه ، فإني بلغت البلاد كلها أطلب دين إني خالفت قومي ، فاتبعت ملة إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكل من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقول : هذا الدين وراءك ، وينعتونه مثل ما نعته لك ، ويقولون : لم يبق نبي غيره ، قال عامر : فوقع في نفسي الإسلام من يومئذ ، فلما تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت رجلا حليفا في قومي ، وكان قومي أقل قريش عددا ، فلم أقدر على اتباعه ظاهرا ، فأسلمت سرا ، وكنت أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أخبرني به زيد بن عمرو بن نفيل ، فترحم عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : " لقد رأيته في الجنة يسحب ذيلا له أو ذيولا " .