قال الواقدي : وحدثني قيس بن الربيع ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن عبيد بن عمير قال : لما أراد الله عز وجل أن يهلك أصحاب الفيل أرسل عليهم طيرا أنشئت من البحر كأنها الخطاطيف ، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار مجزعة ، حجر في منقاره وحجران في رجليه ، فجاءت حتى صفت على رؤوسهم ، وصاحت ، وألقت ما في أرجلها ومناقيرها ، فما على الأرض حجر وقع على رجل منهم إلا خرج من الجانب الآخر ، إذا وقع على رأسه خرج من دبره .
قال : وحدثني عمر بن طحلة ، عن جوثة بن عبيد بن أمية بن عبد الرحمن قال : سمعت نوفل بن معاوية الدئلي يقول : رأيت الحصاة التي رمي بها أصحاب الفيل حصى مثل الحمص ، وأكبر من العدس ، حمر مختمة كأنها جزع ظفار .
قال : وحدثني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قال : أفلت نفيل الحميري ، قال الواقدي : وسمعت أنه لما ولى أبرهة مدبرا جعل نفيل يقول :
أين المفر والإله الطالب والأشرم المغلوب غير الغالب


