(أنا )  أبو عبد الرحمن السلمي  ، سمعت علي بن أبي عمرو البلخي  ، يقول : سمعت عبد المنعم بن عمر الأصفهاني  ، [يقول ] : نا أحمد بن محمد المكي  ، نا  محمد بن إسماعيل  ، والحسين بن زيد  ، والزعفراني  ،  وأبو ثور  ؛ كلهم قالوا : سمعنا  محمد بن إدريس الشافعي  ، يقول : " نزه الله (عز وجل ) نبيه ، ورفع قدره ، وعلمه وأدبه ؛ وقال : ( وتوكل على الحي الذي لا يموت   ) ". 
" وذلك : أن الناس في أحوال شتى : متوكل : على نفسه ؛ أو : على ماله ؛ أو : على زرعه ؛ أو : على سلطان ؛ أو : على عطية الناس . وكل مستند : إلى حي يموت ؛ أو : على شيء يفنى : يوشك أن ينقطع به . فنزه الله نبيه (صلى الله عليه وسلم ) ؛ وأمره : أن يتوكل على الحي الذي لا يموت   ". 
" قال  الشافعي   : واستنبطت البارحة آيتين - فما أشتهي ، باستنباطهما ، الدنيا وما فيها - : ( يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد  [ ص: 181 ] إذنه   ) ؛ وفي كتاب الله ، هذا كثير : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه   ) ؛ فتعطل الشفعاء ، إلا بإذن الله   ". 
" وقال في سورة هود   - عليه السلام - : ( وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى   ) ؛ فوعد الله كل من تاب - : مستغفرا . - : التمتع إلى الموت ؛ ثم قال : ( ويؤت كل ذي فضل فضله   ) ؛ أي : في الآخرة ". 
" قال  الشافعي   (رحمه الله ) : فلسنا نحن تائبين على حقيقة ؛ ولكن : علم علمه الله ؛ ما حقيقة التائبين : وقد متعنا في هذه الدنيا ، تمتعا حسنا . ؟ ". . 
* * * 
 [ ص: 182 ] 
				
						
						
