أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14666أبو سعيد ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي [قال ] " قال الله (تبارك وتعالى ) لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4ورتل القرآن ترتيلا ) ،
nindex.php?page=treesubj&link=29044_18649فأقل الترتيل : ترك العجلة في القرآن عن الإبانة . وكلما زاد على أقل الإبانة في القرآن ، كان أحب إلي : ما لم يبلغ أن تكون الزيادة فيه تمطيطا " .
* * *
قرأت في كتاب " المختصر الكبير " - فيما رواه
أبو إبراهيم المزني ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي (رحمه الله ) أنه قال :
nindex.php?page=treesubj&link=1497_29376أنزل الله - عز وجل - على رسوله (صلى الله عليه وسلم ) فرض القبلة بمكة، فكان يصلي في ناحية يستقبل منها
البيت [الحرام ] ، وبيت المقدس ، فلما هاجر إلى
المدينة ، استقبل
بيت المقدس ، موليا عن
البيت الحرام ستة عشر شهرا - : وهو يحب : لو قضى الله إليه باستقبال
البيت الحرام ؛ لأن فيه مقام أبيه
إبراهيم ، وإسماعيل وهو : المثابة للناس ، والأمن ، وإليه الحج وهو : المأمور به : أن يطهر للطائفين ، والعاكفين ، والركع السجود . مع كراهية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما وافق اليهود ، فقال
لجبريل عليه السلام : " لوددت أن ربي صرفني عن قبلة اليهود إلى غيرها " ، فأنزل الله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ) . - يعني (والله أعلم ) ، فثم الوجه الذي وجهكم الله إليه ، فقال
جبريل عليه السلام للنبي (صلى الله عليه وسلم ) " يا
محمد أنا عبد مأمور
[ ص: 65 ] مثلك ، لا أملك شيئا فسل الله " . فسأل النبي (صلى الله عليه وسلم ) ربه : أن يوجهه إلى
البيت الحرام ، وصعد
جبريل (عليه السلام ) إلى السماء ، فجعل النبي (صلى الله عليه وسلم ) يديم طرفه إلى السماء : رجاء أن يأتيه
جبريل (عليه السلام ) بما سأل . فأنزل الله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) إلى قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150فلا تخشوهم واخشوني ) " .
" في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم ) ، يقال : يجدون - فيما نزل عليهم - : أن النبي الأمي - : من ولد
إسماعيل بن إبراهيم عليهم السلام : - يخرج من
الحرم ، وتعود قبلته ، وصلاته مخرجه . يعني :
الحرم " .
وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150ومن حيث خرجت فول وجهك شطر [ ص: 66 ] المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة ) قيل في ذلك (والله أعلم ) : لا تستقبلوا
المسجد الحرام من
المدينة ، إلا وأنتم مستدبرون
بيت المقدس ، وإن جئتم من جهة
نجد اليمن - فكنتم تستقبلون
البيت الحرام ، وبيت المقدس - : استقبلتم
المسجد الحرام لا : أن إرادتكم :
بيت المقدس ، وإن استقبلتموه باستقبال
المسجد الحرام . [ و ] لأنتم كذلك : تستقبلون ما دونه [و ] " وراءه لا إرادة أن يكون قبلة ، ولكنه جهة قبلة " .
" وقيل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150لئلا يكون للناس عليكم حجة ) : في استقبال قبلة غيركم " .
" وقيل : في تحويلكم عن قبلتكم التي كنتم عليها ، إلى غيرها . وهذا أشبه ما قيل فيها (والله أعلم ) - : لقول الله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ) إلى قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142مستقيم ) . فأعلم الله نبيه (صلى الله عليه وسلم ) : أن لا حجة عليهم في التحويل يعني : لا يتكلم في ذلك أحد بشيء ، يريد الحجة إلا الذين ظلموا منهم . لا : أن لهم حجة ؛ لأن عليهم أن ينصرفوا عن قبلتهم ، إلى القبلة التي أمروا بها " .
[ ص: 67 ] " وفي قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ) ؛ لقوله إلا لنعلم أن قد علمهم من يتبع الرسول ، وعلم الله كان - قبل اتباعهم وبعده - سواء " .
" وقد قال المسلمون : فكيف بما مضى من صلاتنا ، ومن مضى منا ؟
فأعلمهم الله (عز وجل ) : أن صلاتهم إيمان ، فقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وما كان الله ليضيع إيمانكم ) الآية " .
" ويقال : إن اليهود قالت : البر في استقبال المغرب ، وقالت النصارى : البر في استقبال المشرق بكل حال ، فأنزل الله (عز وجل ) فيهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) .
يعني (والله أعلم ) : وأنتم مشركون ؛ لأن البر لا يكتب لمشرك " .
" فلما حول الله رسوله (صلى الله عليه وسلم ) إلى
المسجد الحرام - :
[ ص: 68 ] صلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أكثر صلاته ، مما يلي الباب : من وجه
الكعبة ، وقد صلى من ورائها ، والناس معه : مطيفين
بالكعبة ، مستقبليها كلها ، مستدبرين ما وراءها : من
المسجد الحرام " .
" قال : وقوله - عز وجل - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ، فشطره وتلقاؤه وجهته : واحد في كلام العرب " .
واستدل عليه ببعض ما في كتاب الرسالة .
أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14070أبو عبد الله الحافظ ، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أبو العباس ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الربيع ، أنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي (رحمه الله ) ، قال : " قال الله - تبارك وتعالى - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره ) . ففرض عليهم حيث ما كانوا : أن يولوا وجوههم شطره . و " شطره " : جهته في كلام العرب . إذا قلت : " أقصد شطر كذا " : معروف أنك تقول : " أقصد قصد عين كذا " يعني : قصد نفس كذا . وكذلك : " تلقاءه وجهته " ، أي : أستقبل
[ ص: 69 ] تلقاءه وجهته . وكلها بمعنى واحد : وإن كانت بألفاظ مختلفة .
قال
خفاف بن ندبة :
ألا من مبلغ عمرا رسولا وما تغني الرسالة شطر عمرو
وقال
ساعدة بن جؤية :
أقول لأم زنباع : أقيمي صدور العيس ، شطر بني تميم
وقال لقيط الإيادي :
وقد أظلكم من شطر ثغركم هول له ظلم تغشاكم قطعا
وقال الشاعر :
إن العسيب بها داء مخامرها فشطرها بصر العينين مسحور
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي (رحمه الله ) : يريد : [تلقاءها ] بصر العينين ونحوها - : تلقاء جهتها " . وهذا كله - مع غيره من أشعارهم - يبين : أن شطر الشيء : قصد عين الشيء : إذا كان معاينا : فبالصواب ، وإن كان
[ ص: 70 ] مغيبا : فبالاجتهاد ، والتوجه إليه . وذلك : أكثر ما يمكنه فيه " .
" وقال الله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ) ، وقال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) .
فخلق الله لهم العلامات ، ونصب لهم
المسجد الحرام ، وأمرهم : أن يتوجهوا إليه . وإنما توجههم إليه : بالعلامات التي خلق لهم ، والعقول التي ركبها فيهم : التي استدلوا بها على معرفة العلامات . وكل هذا : بيان ونعمة منه - جل ثناؤه - " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : " ووجه الله رسوله (صلى الله عليه وسلم ) - إلى القبلة في الصلاة - إلى
بيت المقدس فكانت القبلة التي لا يحل - قبل نسخها - استقبال غيرها . ثم
nindex.php?page=treesubj&link=1497_29376نسخ الله قبلة بيت المقدس ، [و ] وجهه إلى البيت . [فلا يحل لأحد استقبال
بيت المقدس أبدا لمكتوبة ولا يحل أن يستقبل غير
البيت الحرام ] . وكل كان حقا في وقته " . وأطال الكلام فيه .
* * *
أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14666أَبُو سَعِيدٍ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الرَّبِيعُ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ [قَالَ ] " قَالَ اللَّهُ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى ) لِنَبِيِّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=73&ayano=4وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا ) ،
nindex.php?page=treesubj&link=29044_18649فَأَقَلُّ التَّرْتِيلِ : تَرْكُ الْعَجَلَةِ فِي الْقُرْآنِ عَنِ الْإِبَانَةِ . وَكُلَّمَا زَادَ عَلَى أَقَلِّ الْإِبَانَةِ فِي الْقُرْآنِ ، كَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ : مَا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ تَكُونَ الزِّيَادَةُ فِيهِ تَمْطِيطًا " .
* * *
قَرَأْتُ فِي كِتَابِ " الْمُخْتَصَرِ الْكَبِيرِ " - فِيمَا رَوَاهُ
أَبُو إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيُّ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ ) أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=1497_29376أَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى رَسُولِهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) فَرْضَ الْقِبْلَةِ بِمَكَّةَ، فَكَانَ يُصَلِّي فِي نَاحِيَةٍ يَسْتَقْبِلُ مِنْهَا
الْبَيْتَ [الْحَرَامَ ] ، وَبَيْتُ الْمَقْدِسِ ، فَلَمَّا هَاجَرَ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، اسْتَقْبَلَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، مُوَلِّيًا عَنِ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ سَتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا - : وَهُوَ يُحِبُّ : لَوْ قَضَى اللَّهُ إِلَيْهِ بِاسْتِقْبَالِ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ ؛ لِأَنَّ فِيهِ مَقَامُ أَبِيهِ
إِبْرَاهِيمَ ، وَإِسْمَاعِيلَ وَهُوَ : الْمَثَابَةُ لِلنَّاسِ ، وَالْأَمْنُ ، وَإِلَيْهِ الْحَجُّ وَهُوَ : الْمَأْمُورُ بِهِ : أَنْ يُطَهَّرَ لِلطَّائِفِينَ ، وَالْعَاكِفِينَ ، وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ . مَعَ كَرَاهِيَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمَا وَافَقَ الْيَهُودَ ، فَقَالَ
لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : " لَوَدِدْتُ أَنَّ رَبِّي صَرَفَنِي عَنْ قِبْلَةِ الْيَهُودِ إِلَى غَيْرِهَا " ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=115وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) . - يَعْنِي (وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) ، فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمُ اللَّهُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) " يَا
مُحَمَّدُ أَنَا عَبْدٌ مَأْمُورٌ
[ ص: 65 ] مِثْلُكَ ، لَا أَمْلِكُ شَيْئًا فَسَلِ اللَّهَ " . فَسَأَلَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رَبَّهُ : أَنْ يُوَجِّهَهُ إِلَى
الْبَيْتِ الْحَرَامِ ، وَصَعِدَ
جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ ) إِلَى السَّمَاءِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) يُدِيمُ طَرَفَهُ إِلَى السَّمَاءِ : رَجَاءَ أَنْ يَأْتِيَهُ
جِبْرِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ ) بِمَا سَأَلَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهِكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) إِلَى قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي ) " .
" فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ) ، يُقَالُ : يَجِدُونَ - فِيمَا نَزَلَ عَلَيْهِمْ - : أَنَّ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ - : مِنْ وَلَدِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ : - يَخْرُجُ مِنَ
الْحَرَمِ ، وَتَعُودُ قِبْلَتُهُ ، وَصَلَاتُهُ مَخْرَجَهُ . يَعْنِي :
الْحَرَمَ " .
وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ [ ص: 66 ] الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) قِيلَ فِي ذَلِكَ (وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) : لَا تَسْتَقْبِلُوا
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ مِنَ
الْمَدِينَةِ ، إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْتَدْبِرُونَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَإِنْ جِئْتُمْ مِنْ جِهَةِ
نَجْدٍ الْيَمَنِ - فَكُنْتُمْ تَسْتَقْبِلُونَ
الْبَيْتَ الْحَرَامَ ، وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ - : اسْتَقْبَلْتُمُ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ لَا : أَنَّ إِرَادَتَكُمْ :
بَيْتَ الْمَقْدِسِ ، وَإِنِ اسْتَقْبَلْتُمُوهُ بِاسْتِقْبَالِ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . [ وَ ] لَأَنْتُمْ كَذَلِكَ : تَسْتَقْبِلُونَ مَا دُونَهُ [وَ ] " وَرَاءَهُ لَا إِرَادَةَ أَنْ يَكُونَ قِبْلَةً ، وَلَكِنَّهُ جِهَةَ قِبْلَةٍ " .
" وَقِيلَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ) : فِي اسْتِقْبَالِ قِبْلَةِ غَيْرِكُمْ " .
" وَقِيلَ : فِي تَحْوِيلِكُمْ عَنْ قِبْلَتِكُمُ الَّتِي كُنْتُمْ عَلَيْهَا ، إِلَى غَيْرِهَا . وَهَذَا أَشْبَهُ مَا قِيلَ فِيهَا (وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) - : لِقَوْلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=142مُسْتَقِيمٍ ) . فَأَعْلَمَ اللَّهُ نَبِيَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) : أَنْ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِمْ فِي التَّحْوِيلِ يَعْنِي : لَا يَتَكَلَّمُ فِي ذَلِكَ أَحَدٌ بِشَيْءٍ ، يُرِيدُ الْحُجَّةَ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ . لَا : أَنَّ لَهُمْ حُجَّةً ؛ لِأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَنْصَرِفُوا عَنْ قِبْلَتِهِمْ ، إِلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي أُمِرُوا بِهَا " .
[ ص: 67 ] " وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ) ؛ لِقَوْلِهِ إِلَّا لِنَعْلَمَ أَنْ قَدْ عَلِمَهُمْ مَنْ يَتَّبِعِ الرَّسُولَ ، وَعِلْمُ اللَّهِ كَانَ - قَبْلَ اتِّبَاعِهِمْ وَبَعْدَهُ - سَوَاءً " .
" وَقَدْ قَالَ الْمُسْلِمُونَ : فَكَيْفَ بِمَا مَضَى مِنْ صَلَاتِنَا ، وَمَنْ مَضَى مِنَّا ؟
فَأَعْلَمَهُمُ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ ) : أَنَّ صَلَاتَهُمْ إِيمَانٌ ، فَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=143وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ) الْآيَةَ " .
" وَيُقَالُ : إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ : الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَغْرِبِ ، وَقَالَتِ النَّصَارَى : الْبِرُّ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَشْرِقِ بِكُلِّ حَالٍ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ وَجَلَّ ) فِيهِمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=177لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ) .
يَعْنِي (وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) : وَأَنْتُمْ مُشْرِكُونَ ؛ لِأَنَّ الْبِرَّ لَا يُكْتَبُ لِمُشْرِكٍ " .
" فَلَمَّا حَوَّلَ اللَّهُ رَسُولَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) إِلَى
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ - :
[ ص: 68 ] صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) أَكْثَرَ صَلَاتِهِ ، مِمَّا يَلِي الْبَابَ : مِنْ وَجْهِ
الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ صَلَّى مِنْ وَرَائِهَا ، وَالنَّاسُ مَعَهُ : مُطِيفِينَ
بِالْكَعْبَةِ ، مُسْتَقْبِلِيهَا كُلَّهَا ، مُسْتَدْبِرِينَ مَا وَرَاءَهَا : مِنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " .
" قَالَ : وَقَوْلُهُ - عَزَّ وَجَلَّ - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) ، فَشَطْرُهُ وَتِلْقَاؤُهُ وَجِهَتُهُ : وَاحِدٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ " .
وَاسْتَدَلَّ عَلَيْهِ بِبَعْضِ مَا فِي كِتَابِ الرِّسَالَةِ .
أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14070أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، نَا
nindex.php?page=showalam&ids=13720أَبُو الْعَبَّاسِ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14356الرَّبِيعُ ، أَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ ) ، قَالَ : " قَالَ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=150وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) . فَفَرَضَ عَلَيْهِمْ حَيْثُ مَا كَانُوا : أَنْ يُوَلُّوا وُجُوهَهُمْ شَطْرَهُ . وَ " شَطْرَهُ " : جِهَتُهُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ . إِذَا قُلْتَ : " أَقْصِدُ شَطْرَ كَذَا " : مَعْرُوفٌ أَنَّكَ تَقُولُ : " أَقْصِدُ قَصْدَ عَيْنِ كَذَا " يَعْنِي : قَصْدَ نَفْسِ كَذَا . وَكَذَلِكَ : " تِلْقَاءَهُ وَجِهَتَهُ " ، أَيْ : أَسْتَقْبِلُ
[ ص: 69 ] تِلْقَاءَهُ وَجِهَتَهُ . وَكُلُّهَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ : وَإِنْ كَانَتْ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ .
قَالَ
خُفَافُ بْنُ نُدْبَةَ :
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرًا رَسُولًا وَمَا تُغْنِي الرِّسَالَةُ شَطْرَ عَمْرِو
وَقَالَ
سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
أَقُولُ لِأُمِّ زِنْبَاعٍ : أَقِيمِي صُدُورَ الْعِيسِ ، شَطْرَ بَنِي تَمِيمِ
وَقَالَ لَقِيطٌ الْإِيَادِيُّ :
وَقَدْ أَظَلَّكُمْ مِنْ شَطْرِ ثَغْرِكُمْ هَوْلٌ لَهُ ظُلَمٌ تَغْشَاكُمْ قِطَعًا
وَقَالَ الشَّاعِرُ :
إِنَّ الْعَسِيبَ بِهَا دَاءٌ مُخَامِرُهَا فَشَطْرَهَا بَصَرُ الْعَيْنَيْنِ مَسْحُورُ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ ) : يُرِيدُ : [تِلْقَاءَهَا ] بَصَرُ الْعَيْنَيْنِ وَنَحْوَهَا - : تِلْقَاءَ جِهَتِهَا " . وَهَذَا كُلُّهُ - مَعَ غَيْرِهِ مِنْ أَشْعَارِهِمْ - يُبَيِّنُ : أَنَّ شَطْرَ الشَّيْءِ : قَصْدُ عَيْنِ الشَّيْءِ : إِذَا كَانَ مُعَايَنًا : فَبِالصَّوَابِ ، وَإِنْ كَانَ
[ ص: 70 ] مُغَيَّبًا : فَبِالِاجْتِهَادِ ، وَالتَّوَجُّهِ إِلَيْهِ . وَذَلِكَ : أَكْثَرُ مَا يُمْكِنُهُ فِيهِ " .
" وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ) ، وَقَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) .
فَخَلَقَ اللَّهُ لَهُمُ الْعَلَامَاتِ ، وَنَصَبَ لَهُمُ
الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ ، وَأَمَرَهُمْ : أَنْ يَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ . وَإِنَّمَا تَوَجُّهُهُمْ إِلَيْهِ : بِالْعَلَامَاتِ الَّتِي خَلَقَ لَهُمْ ، وَالْعُقُولِ الَّتِي رَكَّبَهَا فِيهِمْ : الَّتِي اسْتَدَلُّوا بِهَا عَلَى مَعْرِفَةِ الْعَلَامَاتِ . وَكُلُّ هَذَا : بَيَانٌ وَنِعْمَةٌ مِنْهُ - جَلَّ ثَنَاؤُهُ - " .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : " وَوَجَّهَ اللَّهُ رَسُولَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) - إِلَى الْقِبْلَةِ فِي الصَّلَاةِ - إِلَى
بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَكَانَتِ الْقِبْلَةُ الَّتِي لَا يَحِلُّ - قَبْلَ نَسْخِهَا - اسْتِقْبَالُ غَيْرِهَا . ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=1497_29376نَسَخَ اللَّهُ قِبْلَةَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، [وَ ] وَجَّهَهُ إِلَى الْبَيْتِ . [فَلَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ اسْتِقْبَالُ
بَيْتِ الْمَقْدِسِ أَبَدًا لِمَكْتُوبَةٍ وَلَا يَحِلُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَ غَيْرَ
الْبَيْتِ الْحَرَامِ ] . وَكُلٌّ كَانَ حَقًّا فِي وَقْتِهِ " . وَأَطَالَ الْكَلَامَ فِيهِ .
* * *