قال - رحمه الله - : " الشافعي والفرض في تنزيله ، والأدب ، والإرشاد ، والإباحة ، والمعرفة بالوضع الذي وضع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - : من الإبانة عنه فيما أحكم فرضه في كتابه ، وبينه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، وما أراد بجميع فرائضه : أأراد كل خلقه ، أم بعضهم دون بعض ؟ وما افترض على الناس من طاعته ، والانتهاء إلى أمره ، ثم معرفة ما ضرب فيها من الأمثال الدوال على طاعته ، المبينة لاجتناب معصيته ، وترك الغفلة عن الحظ ، والازدياد من نوافل الفضل . فالواجب على العالمين ألا يقولوا إلا من حيث علموا " . ومن جماع علم كتاب الله - عز وجل - ، العلم بأن جميع كتاب الله إنما نزل بلسان العرب ، والمعرفة بناسخ كتاب الله ، ومنسوخه ،
ثم ساق الكلام إلى أن قال : " والقرآن يدل على أن ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب . قال الله - عز وجل - : ( وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين . ) وقال الله - عز وجل - : ( وكذلك أنزلناه حكما عربيا ) . وقال تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ) . فأقام حجته بأن كتابه عربي ، ثم أكد ذلك بأن نفى عنه كل لسان غير لسان العرب ، في آيتين من كتابه ، فقال - تبارك وتعالى - : ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) . وقال تعالى : ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ) . [ ص: 23 ]
وقال : " ولعل من قال : إن في القرآن غير لسان العرب ذهب إلى أن شيئا من القرآن خاصا يجهله بعض العرب . ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا ، وأكثرها ألفاظا ، ولا يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي . ولكنه لا يذهب منه شيء على عامة أهل العلم ، كالعلم بالسنة عند أهل الفقه : لا نعلم رجلا جمعها فلم يذهب منها شيء عليه ، فإذا جمع علم عامة أهل العلم بها أتي على السنن . والذي ينطق العجم بالشيء من لسان العرب ، فلا ينكر - إذا كان اللفظ قيل تعلما ، أو نطق به موضوعا - أن يوافق لسان العجم أو بعضه ، قليل من لسان العرب " . فبسط الكلام فيه .
* * *