" إن في جهنم أرحاء تدور بعلماء السوء ، فيشرف عليهم بعض من كان يعرفهم في الدنيا فيقول : ما صيركم في هذا وإنما كنا نتعلم منكم ؟ قالوا : إنا كنا نأمركم بالأمر ونخالفكم إلى غيره " .
قال أبو عمر : قد ذم الله عز وجل في كتابه قوما كانوا يأمرون الناس بأعمال [ ص: 672 ] البر ولا يعلمون بها ذما [و ] وبخهم [الله ] به [توبيخا ] يتلى في طول الدهر إلى يوم القيامة فقال : ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب ، أفلا تعقلون )
1178 - قال أبو العتاهية :
وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى وريح الخطايا من [ثيابك ] تسطع
1179 - وقال [سلم بن عمرو المعروف بالجاسر ] :
ما أقبح التزهيد من واعظ     يزهد الناس ولا يزهد 
 [لو كان في تزهيده صادقا     أضحى وأمسى بيته المسجد 
إن يرفض الدنيا فما باله     يستمنح الناس ويسترقد 
الرزق مقسوم على من ترى     يسعى به الأبيض والأسود ] 
1180 - وقال أبو العتاهية [في أبيات له ] :
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما     إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها 
 [كملبس الثوب من عري وعورته     للناس بادية ما إن يواريها 
وأعظم الذنب بعد الشرك نعلمه     في كل نفس : عماها عن مساويها 
عرفانها بعيوب الناس تبصرها     منهم ولا تبصر العيب الذي فيها ] 
[وقد ذكرنا الأبيات في باب : قول العلماء بعضهم في بعض من هذا الديوان ] .
[ ص: 673 ]
				
						
						
