[ ص: 779 ] " ولعمري إن لقولهم : ليس الدين خصومة أصلا يثبت ، وصدقوا ، ما لدين بخصومة ، ولو كان خصومة لكان موكولا إلى الناس [يثبتونه ] بآرائهم وظنهم ، وكل موكول إلى الناس رهينة ضياع ، وليس الرأي ثقة ولا حتما ، ولم [يجاوز ] الرأي منزلة الشك والظن إلا قريبا ، ولم يبلغ أن يكون يقينا ولا ثبتا ، ولستم سامعين أحدا يقول لأمر قد استيقنه وعلمه : أرى أنه كذا وكذا ، فلا أحد أشد استخفافا بدينه [ممن ] اتخذ رأيه ورأي الرجال دينا مفروضا " . وما ينقم على أهل البدع إلا أنهم اتخذوا الدين رأيا ،
1450 - قال إلى هذا المعنى - والله أعلم - أشار أبو عمر : في قوله : مصعب الزبيري
فأترك ما علمت لرأي غيري وليس الرأي كالعلم اليقيني
وهي أبيات كثيرة أنشدها مصعب ، ثم ذكر أنه شعره ، وسنذكر الأبيات بتمامها في باب : ما تكره فيه المناظرة والجدال . في هذا الكتاب إن شاء الله ، ولا أعلم بين متقدمي هذه الأمة وسلفها خلافا أن الرأي ليس بعلم حقيقة ، وأفضل ما روي عنهم في الرأي أنهم قالوا : ابن أبي خيثمة