870 - حدثنا نا أحمد بن محمد ، أحمد بن الفضل ، نا نا محمد بن جرير ، نا الحارث بن أبي أسامة ، محمد بن سعد ، قال : سمعت محمد بن عمر يقول : مالك بن أنس
" لما حج دعاني ، فدخلت عليه فحادثته ، وسألني فأجبته ، فقال : إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها - يعني الموطأ - فينسخ نسخا ، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدون إلى غيره أبو جعفر المنصور ، ويدعون ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث ، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل نا المدينة وعلمهم ، قال : فقلت : يا أمير المؤمنين ! لا تفعل فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم ، [ ص: 533 ] وعملوا به ودانوا به من اختلاف الناس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم ، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد ، فدع الناس وما هم عليه وما اختار كل أهل بلد لأنفسهم . فقال : لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به " وهذا غاية في الإنصاف لمن فهم .