فصل :
309 - أخبرنا في كتابه أن أبو المحاسن الروياني أحمد بن محمد الزاهد ، أنا أبو محمد الخبازي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن العدل بدمشق ، ثنا محمد بن خريم ، ثنا ، ثنا هشام بن عمار صدقة بن خالد ، ثنا ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثتني ابنة عطاء الخراساني ، قالت : ثابت بن قيس بن شماس يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) الآية دخل بيته ، وأغلق بابه ، وطفق يبكي ، ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل إليه ، فأخبره ، فقال : إني رجل شديد الصوت ، وأخاف أن يكون قد حبط عملي ، قال : لست منهم ، بل تعيش بخير ، وتموت بخير ، ثم أنزل الله - عز وجل - : ( ثابت إن الله لا يحب كل مختال فخور ) ، ففعل كذلك ، فبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه ، فأخبره ، فقال : إني أحب الجمال ، وأحب أن أسود قومي ، قال : لست منهم ، بل تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، ويدخلك الله الجنة ، لما أنزل الله تبارك وتعالى : [ ص: 223 ] ( قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع - رضي الله عنه - إلى خالد بن الوليد مسيلمة ، فانكشفوا ، فقال ثابت : وسالم مولى أبي حذيفة ما هكذا نقاتل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فاحتفر كل واحد منهما لنفسه حفيرة ، فحمل القوم عليهم فثبتا حتى قتلا ، وعلى - رضي الله عنه - يومئذ درع له نفيسة ، فمر به رجل من المسلمين ، فأخذها عنه ، فبينا رجل من المسلمين نائم ، إذ أتاه ثابت في منامه ، فقال : إني موصيك بوصية ، فإياك أن تقول هذا حلم ، فتضيعه ، إني لما قتلت بالأمس مر بي رجل ، فأخذ درعي عني ، ومنزله في أقصى الناس ، وعند خبائه فرس يستن في طوله ، وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فائت ثابت حتى يبعث إلى درعي ، فيأخذها ، وإذا قدمت خالد بن الوليد المدينة على خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقل له : إن علي من الدين كذا ، وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، وفلان ، فأتى الرجل خالدا ، فأخبره ، فبعث الدرع ، فأخذها من الموضع الذي ذكر ، وحدث - رضي الله عنه - برؤياه ، فأجاز وصيته ، فلا نعلم أحدا أجيزت وصيته بعد موته غير أبا بكر الصديق ثابت بن شماس - رضي الله عنه .