ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الوجد .
قال المصنف رحمه الله : هذه الطائفة ، وقد لبس عليهم إبليس في ذلك وبالغ . وقد احتجوا [ ص: 243 ] بما أخبرنا به إذا سمعت الغناء تواجدت ، وصفقت وصاحت ومزقت الثياب أبو الفتح محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن الفضل الكرماني قال أخبرنا أبو الحسن سهل بن علي الخشاب قال أخبرنا أبو نصر عبد الله بن علي السراج الطوسي . قال وقد قيل له : إنه وإن جهنم لموعدهم أجمعين ) صاح صيحة ووقع على رأسه ثم خرج هاربا ثلاثة أيام سلمان الفارسي . واحتجوا بما أخبرنا به لما نزلت : ( عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار قال أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط قال أخبرنا أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست قال أخبرنا الحسين بن صفوان قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي قال أخبرنا قال حدثنا علي بن الجعد ، عن أبو بكر بن عياش عيسى بن سليم ، عن . قال خرجنا مع أبي وائل عبد الله ومعنا فمررنا على حداد فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار فنظر الربيع إليها فمال ليسقط ثم إن عبد الله مضى حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات فلما رآه عبد الله والنار تلتهب في جوفه قرأ هذه الآية : ( الربيع بن خثيم إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ) إلى قوله ( ثبورا كثيرا ) فصعق الربيع واحتملناه إلى أهله ورابطه عبد الله حتى يصلي الظهر فلم يفق ثم رابطه إلى العصر فلم يفق ثم رابطه إلى المغرب فأفاق فرجع عبد الله إلى أهله . قالوا : وقد اشتهر عن خلق كثير من العباد أنهم كانوا إذا سمعوا القرآن فمنهم من يموت ، ومنهم من يصعق ويغشى عليه ، ومنهم من يصيح ، وهذا كثير في كتب الزهد : والجواب أما ما ذكره عن سلمان فمحال وكذب ، ثم ليس له إسناد والآية نزلت بمكة وسلمان إنما أسلم بالمدينة ، ولم ينقل عن أحد من الصحابة مثل هذا أصلا ، وأما حكاية فإن راويها الربيع بن خثيم عيسى بن سليم وفيه معمر . أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ قال أخبرنا أبو بكر محمد المظفر الشامي قال أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي قال أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي : قال : قال أحمد بن حنبل عيسى بن سليم ، عن لا أعرفه . قال أبي وائل العقيلي : وحدثنا قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن أحمد ابن آدم . قال سمعت قال حمزة الزيات لسفيان إنهم يروون عن أنه صعق . قال : ومن يروي هذا إنما كان يرويه ذاك [ ص: 244 ] القاص - يعني الربيع بن خثيم عيسى بن سليم - فلقيته فقلت : عمن تروي أنت ذا - منكرا عليه.
قال المصنف رحمه الله قلت : فهذا ينكر أن يكون سفيان الثوري جرى له هذا لأن الرجل كان على السمت الأول ، وما كان في الصحابة من يجري له مثل هذا ولا التابعين . ثم نقول على تقدير الصحة : إن الإنسان قد يغشى عليه من الخوف فيسكنه الخوف ويسكنه فيبقى كالميت وعلامة الصادق أنه لو كان على حائط لوقع لأنه غائب . فأما من الربيع بن خثيم فإنا نعلم قطعا أن الشيطان يلعب به . يدعي الوجد ويتحفظ من أن تزل قدمه ثم يتعدى إلى تخريق الثياب وفعل المنكرات في الشرع
وأخبرنا قال أخبرنا أبو منصور القزاز أحمد بن علي بن ثابت قال أخبرنا محمد بن علي بن الفتح قال أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري قال سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول سمعت أحمد بن عطاء يقول : كان للشبلي يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة فصاح يوما صيحة تشوش من حوله من الخلق وكان بجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب فحرد وأهل حلقته . أبو عمران
قال المصنف رحمه الله : واعلم وفقك الله أن قلوب الصحابة كانت أصفى القلوب . وما كانوا يزيدون عند الوجد على البكاء والخشوع . فجرى من بعض غرائبهم نحو ما أنكرناه فبالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنكار عليه . فأخبرنا قال أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ أحمد بن علي بن خلف قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا أبو علي بن المذهب قال أخبرنا قال حدثنا أبو حفص بن شاهين عثمان بن أحمد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي قال حدثنا عبد المتعال بن طالب قال حدثنا يوسف بن عطية ، عن ، عن ثابت قال : أنس وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فإذا رجل قد صعق . فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ذا الملبس علينا ديننا إن كان صادقا فقد شهر نفسه وإن كان كاذبا فمحقه الله . قال وحدثنا ابن شاهين قال حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث عبد الله بن يوسف الجبيري قال حدثنا روح بن عطاء بن أبي ميمون عن أبيه عن . قال ذكر عنده هؤلاء الذين يصعقون عند القراءة فقال أنس بن مالك : أنس لقد رأيتنا ووعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم حتى سمعنا للقوم حنينا حين أخذتهم الموعظة وما سقط منهم أحد
[ ص: 245 ] قال المصنف رحمه الله : وهذا حديث . العرباض بن سارية وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . قال أبو بكر الآجري ولم يقل صرخنا ولا ضربنا صدورنا كما يفعل كثير من الجهال الذين يتلاعب بهم الشيطان . أخبرنا عبد الله بن علي المقري قال أخبرنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن عمر بن بكير النجار قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال أخبرنا إبراهيم بن عبد الله البصري قال حدثنا أبو عمر حفص بن عبد الله الضرير قال أخبرنا قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي قال قلت حصين بن عبد الرحمن : كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله عند قراءة القرآن ، قالت كانوا كما ذكرهم الله أو كما وصفهم عز وجل تدمع عيونهم وتقشعر جلودهم . فقلت لها إن ههنا رجالا إذا قرئ على أحدهم القرآن غشي عليه فقالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . لأسماء بنت أبي بكر
أخبرنا ، نا محمد بن ناصر جعفر بن محمد السراج ، نا ، نا الحسن بن علي التميمي أبو بكر بن مالك ، ثنا ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا الوليد بن شجاع إسحاق الحلبي ، ثنا فرات ، عن ، عن عبد الكريم قال : عكرمة هل كان أحد من السلف يغشى عليه من الخوف قالت : لا ولكنهم كانوا يبكون أسماء بنت أبي بكر . سألت
أخبرنا ابن ناصر ، نا جعفر بن أحمد ، نا وأخبرنا الحسن بن علي التميمي محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، نا حمد بن أحمد الحداد ، نا قالا أخبرنا أبو نعيم الحافظ أبو بكر بن مالك ، ثنا ، ثنا عبد الله بن أحمد ، ثنا سريح بن يونس سعيد بن عبد الرحمن الجمحي ، عن قال مر أبي حازم رضي الله عنه برجل ساقط من ابن عمر العراق . فقال : ما شأنه ؟ فقالوا : إذا قرئ عليه القرآن يصيبه هذا . قال : إنا لنخشى الله عز وجل وما نسقط .
أخبرنا سعيد بن أحمد بن البنا ، نا أبو سعد محمد بن علي الرستمي ، نا ، ثنا أبو الحسين بن بشران إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا ، ثنا سعدان بن نصر ، عن سفيان بن عيينة عبد الله بن أبي بردة عن . أنه ذكر ابن عباس الخوارج وما يلقون عند تلاوة القرآن . فقال إنهم ليسوا بأشد اجتهادا من اليهود والنصارى وهم مضلون .
أنبأنا ابن الحصين ، نا أبو علي بن المذهب ، نا ، ثنا أبو حفص بن شاهين محمد بن [ ص: 246 ] بكر بن عبد الرزاق ، نا إبراهيم بن فهد ، عن إبراهيم بن الحجاج الشامي ، ثنا شبيب بن مهران عن قتادة . قال قيل : إن ناسا إذا قرئ عليهم القرآن يصعقون فقال : ذاك فعل الخوارج . لأنس بن مالك
أخبرنا ، نا محمد بن ناصر عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف ، نا عمر بن علي بن الفتح ، نا أحمد بن محمد الكاتب ، ثنا عبد الله بن المغيرة ، ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال بلغ أن ابنه عبد الله بن الزبير عامرا صحب قوما يتصعقون عند قراءة القرآن . فقال له : يا عامر لأعرفن ما صحبت الذين يصعقون عند القرآن لأوسعك جلدا .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، نا حمد بن أحمد الحداد ، نا ، ثنا أبو نعيم الحافظ ، ثنا سليمان بن أحمد محمد بن العباس ، ثنا ثني الزبير بن بكار عبد الله بن مصعب بن ثابت ، عن قال ثني أبي عبد الله بن الزبير عن قال : جئت إلى أبي فقال لي . أين كنت . فقلت : عامر بن عبد الله بن الزبير أبا بكر وعمر يتلوان القرآن ولا يصيبهم هذا أفتراهم أخشع لله من أبي بكر وعمر . فرأيت أن ذلك كذلك فتركتهم وجدت أقواما ما رأيت خيرا منهم . يذكرون الله عز وجل فيرعد أحدهم حتى يخشى عليه من خشية الله عز وجل فقعدت معهم قال : لا تقعد معهم بعدها . فرآني كأني لم يأخذ ذلك في فقال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ورأيت .
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، نا حمد بن أحمد ، نا ، نا أبو نعيم الحافظ في كتابه ثنا محمد بن أحمد ، ثنا محمد بن أيوب حفص بن عمر النميري ، ثنا ، ثنا حماد بن زيد عمرو بن مالك قال : بينا نحن عند يحدثنا إذ خر رجل فاضطرب فوثب أبي الجوزاء أبو الجوزاء يسعى قبله فقيل له ، يا أبا الجوزاء ، إنه رجل به الموتة فقال : إنما كنت أراه من هؤلاء القفازين ولو كان منهم لأمرت به فأخرج من المسجد إنما ذكرهم الله تعالى فقال ( أعينهم تفيض من الدمع ) أو قال " تقشعر جلودهم "
أخبرنا أبو محمد بن علي المقري ، نا أحمد بن بندار بن إبراهيم ، نا محمد بن عمر بن بكير النجار ، نا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ثنا [ ص: 247 ] أبو عمر حفص بن عمر الضرير ، نا ثني حماد بن زيد عمر بن مالك البكري قال قرأ قارئ عند قال فصاح رجل من أخريات القوم أو قال من القوم . فقام إليه أبي الجوزاء أبو الجوزاء فقيل له . يا أبا الجوزاء إنه رجل به شيء فقال طبيب إنه من هؤلاء النفارين فلو كان منهم لوضعت رجلي على عنقه . وقال أخبرنا أبو عمر أنه شهد جرير بن حازم وقيل له إن ههنا رجالا إذا قرئ على أحدهم القرآن غشي عليه . فقال محمد بن سيرين . يقعد أحدهم على جدار ثم يقرأ عليه القرآن من أوله إلى آخره فإن وقع فهو صادق قال محمد بن سيرين : وكان أبو عمرو يذهب إلى أن هذا تصنع وليس بحق من قلوبهم . محمد بن سيرين
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ، ثنا حمد بن أحمد ، نا ، ثنا أبو نعيم الحافظ أبو محمد بن حبان ، ثنا محمد بن العباس ، ثنا زياد ، عن يحيى ، عن عمران بن عبد العزيز قال سمعت وسئل عن من محمد بن سيرين . فقال ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله إلى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون . يستمع القرآن فيصعق
أخبرنا ابن ناصر ، نا أبو طاهر عبد الرحمن بن أبي الحسين بن يوسف ، نا محمد بن علي العشاري ، نا محمد بن عبد الله الدقاق ، نا الحسين بن صفوان ، ثنا أبو بكر القرشي ، ثنا ، عن محمد بن علي إبراهيم بن الأشعث . قال سمعت أبا عصام الرملي عن رجل عن أنه وعظ يوما فتنفس رجل في مجلسه . فقال الحسن إن كان لله تعالى فقد شهرت نفسك ، وإن كان لغير الله فقد هلكت . الحسن
أخبرنا بن ناصر ، نا جعفر بن أحمد ، نا ، نا الحسن بن علي أحمد بن جعفر ، ثنا ثني أبي ثنا عبد الله بن أحمد روح ، ثنا السري بن يحيى ، ثنا عبد الكريم بن رشيد قال : كنت في حلقة فجعل رجل يبكي وارتفع صوته . فقال الحسن إن الشيطان ليبكي هذا الآن . الحسن
أخبرنا ، نا محمد بن ناصر أبو غالب عمر بن الحسين الباقلاني ، نا أبو العلاء الواسطي ، نا محمد بن الحسين الأزدي ، ثنا إبراهيم بن رحمون ، ثنا إسحاق بن إبراهيم البغدادي قال سمعت أبا صفوان يقول قال لابنه وقد سقط [ ص: 248 ] يا بني إن كنت صادقا لقد فضحت نفسك وإن كنت كاذبا فقد أهلكت نفسك . الفضيل بن عياض
أخبرنا أبو بكر بن حبيب ، نا أبو سعد بن أبي صادق ، نا ، ثنا ابن باكويه محمد بن أحمد النجار ، ثنا المرتعش قال رأيت أبا عثمان سعيد بن عثمان الواعظ وقد تواجد إنسان بين يديه . فقال له : يا بني إن كنت صادقا فقد أظهرت كل ما لك ، وإن كنت كاذبا فقد أشركت بالله .