[فصل]
: ومنهم من . أخبرتنا تلاعب به المرض من شدة المحبة بإسناد عن شهدة الكاتبة أبي حمزة الصوفي قال : كان من رؤساء عبد الله بن موسى الصوفية ووجوههم فنظر إلى غلام حسن في بعض الأسواق فبلي به وكاد يذهب عقله عليه صبابة وحبا وكان يقف كل يوم في طريقه حتى يراه إذا أقبل وإذا انصرف فطال به البلاء وأقعده عن الحركة الضنا وكان لا يقدر أن يمشي خطوة فأتيته يوما لأعوده . فقلت يا أبا محمد ما قصتك وما هذا الأمر الذي بلغ بك ما أرى ، فقال : أمور امتحنني الله بها فلم أصبر على البلاء فيها ولم يكن لي بها طاقة ، ورب ذنب يستصغره الإنسان هو عند الله أعظم من كبير ، ثم بكى قلت ما يبكيك ؟ قال أخاف أن يطول في النار شقائي فانصرفت عنه وأنا راحم له لما رأيت به من سوء الحال ، قال وحقيق بمن تعرض للنظر الحرام أن تطول به الأسقام ونظر أبو حمزة محمد بن عبد الله بن الأشعث الدمشقي وكان من خيار عباد الله إلى غلام جميل فغشي عليه ، فحمل إلى منزله واعتاده السقم حتى أقعد من رجليه وكان لا يقوم عليهما زمانا طويلا فكنا نأتيه نعوده ونسأله عن حاله وأمره وكان لا يخبرنا بقصته ولا سبب مرضه ، وكان الناس يتحدثون بحديث نظره [ ص: 264 ] فبلغ ذلك الغلام فأتاه عائدا فهش إليه وتحرك وضحك في وجهه واستبشر برؤيته فما زال يعوده حتى قام على رجليه وعاد إلى حالته فسأله الغلام يوما أن يسير معه إلى منزله فأبى أن يفعل ذلك ، فسألني أن أسأله أن يتحول إليه فسألته فأبى أن يفعل ، فقلت للشيخ وما الذي تكره من ذلك ، فقال : لست بمعصوم من البلاء ولا آمن من الفتنة ، وأخاف أن يقع علي من الشيطان محنة فتجري بيني وبينه معصية فأكون من الخاسرين .