346 - وفي معناه ما روي : " " معناه : لم يجل قدرها ولا قدر من ركن إليها ، لأنه خلقها للفناء والزوال وحث على الزهد فيها وترك الاشتغال بها ، ومنه قولهم : ما نظر فلان إلى فلان إذا أراد أنه يعتد به . إن الله لم ينظر إلى الدنيا منذ خلقها
وأما قوله : " إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " معناه الاحتساب والاعتداد ، أي لا يعتد بما يظهر منكم إذا لم يوافق الباطن ، لأن الأعمال الظاهرة [ ص: 368 ] منوطة بصحة السرائر والإخلاص ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : " " يريد أن النيات هي المصححة للأعمال وليس إذا نفينا النظر في حال دل على نفي ذلك في الجملة ، وكما قال تعالى : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ولا يكلمهم الله ) ولم يدل ذلك على نفي الكلام في الجملة [ ص: 369 ] .