404 - وقال في حديثه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ابن مسعود " إن الله يبعث ملك الأرحام ، فيكتب أجل المولود في بطن أمه ورزقه وشقاوته وسعادته " [ ص: 431 ] فيقال له : قد قال بعض أهل العلم : إن معنى الزيادة في العمر نفي الآفات عنهم ، والزيادة في أفهامهم وعقولهم وبصائرهم ، وليس ذلك في زيادة في أرزاقهم ولا في آجالهم ، لأنه قد أخبر سبحانه أنه يزيد من يشاء من فضله ، ولم يخبر أنه يزيد من يشاء في رزقه وفي أجله ، بل أخبر بضد ذلك فقال : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ) وقال : ( إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) وقال بعضهم : إن الله سبحانه يكتب أجل عبده مائة سنة عنده ، ويجعل تركيبه وهيئاته وبنيته ثمانين ، فإذا وصل رحمه زاد الله في ذلك التركيب ، وفي تلك البنية ، ووصل ذلك النقص فعاش عشرين أخرى حتى يبلغ المائة ، وهو الأجل الذي لا يستأخر عنده ولا يستقدم فيه وقال بعضهم : معنى ذلك أن يكون السابق في المعلوم أنه إذا وصل رحمه كان عمره أكثر منه إذا لم يصل ، فيكون كله مما سبق في العلم ، على الحد الذي يحدث ويوجد في المستأنف .