المجلس الثاني
في ذكر رجب
الحمد لله الذي فلق النوى والحب ، وخلق الفاكهة والأب ، وأبغض وكره وأحب ، وأمرض وداوى وطب ، أنشأ الحيوان بقدرته فدب ، وبناه فأحسن تدبيره حين رب ، فالعجب لمربوب يجحد الرب ، عم إنعامه فلم ينس في البحر الحوت وفي البر الضب أحمده على تبليغنا هذا الشهر الشريف الأصب ، وأشكره على إيمان به في القلوب صب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة اجتمع بها مراد التوحيد واستتب ، وأن محمدا عبده ورسوله المسمى الأمين صغيرا وما شب ، ثم قهر الأعداء فألبسهم الزنار والقب وأجيب عنه لكل من عابه وسب تبت يدا أبي لهب وتب وعلى صاحبه الذي خلق صافيا في الصحبة ولب ، وعلى أبي بكر الذي قمع كل جبار على الكفر أكب فكب ، وعلى عمر المناجي طويل ليلته مناجاة الصب ، وعلى عثمان أشجع من حامى عن الإسلام وذب ، وعلى عمه علي الذي أتته السحاب لما ذكر اسمه وهب . العباس
اللهم بارك لنا في شهر رجب الأصم واحفظنا فيه من موجبات السخط والذم ، وحطنا حياطة ننسى بها لطف الأب والعم ، عمنا بأياديك يا خير من أعطى وعم .
اعلموا إخواني أن شهركم هذا شهر محرم . وقد أخبرنا أبو علي بن محبوب ، أنبأنا أنبأنا طراد بن محمد ، الحسين بن عمر بن برهان ، حدثني عثمان بن أحمد ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحبلي ، حدثنا الحسن بن علي بن يزيد الصدائي ، قال حدثنا أبي ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علي بن أبي طالب من صام منه يوما جزى الله له ألف سنة ومن صام منه يومين جزى الله له ألفي سنة ومن صام منه ثلاثة أيام جزى الله له صوم ثلاثة آلاف سنة ، ومن صام من رجب سبعة أيام غلقت عنه أبواب جهنم ، ومن صام منه ثمانية أيام فتحت له أبواب الجنة الثمانية فيدخل من أيها شاء ، ومن صام منه خمسة عشر يوما بدلت سيئاته حسنات ونادى مناد من السماء قد غفر لك فاستأنف العمل " . إن شهر رجب شهر عظيم عن
[ ص: 423 ] وروي من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة نهرا يقال له رجب من صام يوما من رجب سقاه الله عز وجل من ذلك النهر " . أنس
وروي من حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رجب من الشهور الحرم وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة ، فإذا صام الرجل منه يوما وجرد صومه لتقوى الله نطق الباب ونطق اليوم وقالا : يا رب اغفر له . وإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفرا له وقيل له خذ حظ نفسك " . أبي سعيد
وقد رويت أحاديث كثيرة في فضائله من هذا الجنس غير أنها لا تثبت ولا تصح ، فلذلك تجنبنا ذكرها .