يدعو إليه الناس مستعرضا بينا الفتى في عيشه ناعم سهم المنايا أبدا صائب
تغره الأيام حتى قضى وكل يوم مر من عمره
يحدوه للترحال مستنهضا والنفس دين الموت عند الورى
ودينه لا بد أن يقتضى يا عجبا من عالم آمن
من غدره أو سيفه المنتضى أين الذين استبقوا للنهى
واغتبقوا بالمشرب المرتضى طوتهم الأجداث في ضيقها
وعاد من يهواهم معرضا
نودي بصوت أيما صوت ما أقرب الحي من الموت
كأن أهل الغي في غيهم قد أخذوا أمنا من الفوت
كم مصبح يعمر بيتا له لم يمس إلا خرب البيت
هذا وكم حي بكى ميتا فأصبح الحي مع الميت
ذهب الأحبة بعد طول تودد ونأى المزار فأسلموك وأقشعوا
خذلوك أفقر ما تكون لغربة لم يؤنسوك وكربة لم يدفعوا
قضي القضاء وصرت صاحب حفرة عنك الأحبة أعرضوا وتصدعوا
يجد بنا صرف الزمان ونهزل ونوقظ بالأحداث فيه ونغفل
وما الناس إلا ظاعن أو مودع ومستلب مستعجل أو مؤجل
وما هذه الأيام إلا منازل إذا ما قطعنا منزلا بان منزل
فناء ملح ما يغب جميعنا إذا عاش منا آخر مات أول
وكم صاحب لي كنت أكره فقده تسلمه مني الفناء المعجل
من نال من جوهر الأشياء بغيته يأسى ويحقر قوما حظهم عرض
إني لأعجب من قوم يشفهم حب الزخارف لا يدرون ما الغرض
ألا عقول ألا أحلام تزجرهم بلى عقول وأحلام بها مرض
تزود من الدنيا فإنك هالك وتترك للأعداء ما أنت مالك
ووسع طريقا أنت سالكه غدا فلا بد من يوم تضيق المسالك