الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          قوله: [14] باب حديث بني النضير،  ومخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          قال الزهري ، عن عروة: كانت على رأس ستة أشهر من وقعة بدر قبل أحد. وجعله ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد.

                                                                                                                                                                                          أما قول الزهري ، فقال يعقوب بن سفيان في تاريخه، ثنا أبو صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب به، قال: "كان أول مشهد شهده رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم بدر... الحديث. قال: ثم كانت وقعة بني النضير، وهم طائفة من اليهود على رأس سبعة أشهر من وقعة بدر... الحديث".

                                                                                                                                                                                          وأما قول ابن إسحاق ، فهكذا رويناه في السيرة، ولم يذكر (البخاري) في [ ص: 106 ] الباب قصة غدرهم برسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولا خروج النبي، صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                          وقد ذكرها ابن إسحاق في المغازي، قال: بعد أن فرغ من ذكر أحد وبئر معونة، ثم خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى بني النضير، يستعينهم في ذينك القتيلين من بني عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري ، فيما حدثني يزيد بن رومان وكان بين بني النضير، وبين بني عامر عقد وحلف، فلما أتاهم يستعينهم (في الدية). قالوا: نعم، ثم خلا بعضهم ببعض، فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه، ورسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى جانب جدار من بيوتهم قاعد. فقالوا: من رجل يعلو على هذا البيت، ويلقي عليه صخرة فيقتله بها فيريحنا منه؟  فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب ، فقال: أنا لذلك فصعد ليلقي عليه الصخرة، كما قال. فأتاه الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وقال لأصحابه: لا تبرحوا، فخرج راجعا إلى المدينة، فأمر بحربهم والمسير إليهم، فتحصنوا، فأمر بقطع النخل والتحريق.

                                                                                                                                                                                          وأما قصة القتيلين من بني عامر فذكرها ابن إسحاق أيضا، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره من أهل العلم في قصة بئر معونة. وفيها أن عامر بن الطفيل أعتق عمرو بن أمية ، عن رقبة كانت على أمه، فخرج عمرو إلى المدينة، فصادف رجلين من بني عامر معهما عقد (وجوار) من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يشعر به عمرو فلما ناما قتلهما (عمرو) ، وظن أنه ظفر ببعض ثأر أصحابه، فلما قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أخبره، فقال لقد قتلت قتيلين لأودينهما، فكان ذلك (سبب خروج النبي، صلى الله عليه وسلم) ، إلى يهود بني النضير يستعين بهم في ديتهما، كما سقنا ذلك.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية