الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          من تفسير [6] سورة الأنعام

                                                                                                                                                                                          قوله فيه: وقال ابن عباس: فتنتهم معذرتهم. معروشات ما يعرش من الكرم وغير ذلك. حمولة : ما يحمل عليها. وللبسنا لشبهنا. "ينأون" يتباعدون. تبسل تفضح، أبسلوا فضحوا. باسطو أيديهم البسط الضرب. استكثرتم من الإنس : أضللتم كثيرا من الإنس، مما ذرأ من الحرث ، جعلوا لله من ثمراتهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا. أما اشتملت يعني هل تشتمل إلا على ذكر أو أنثى. فلم تحرمون بعضا، وتحلون بعضا. مسفوحا مهراقا. "صدف" أعرض، "أبلسوا" أويسوا، و أبسلوا أسلموا. سرمدا دائما. استهوته أضلته. يمترون يشكون. وقر صمم. قال ابن أبي [ ص: 209 ] حاتم: ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأ هشام بن يوسف ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله ثم لم تكن فتنتهم قال: معذرتهم.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن جرير: ثنا القاسم ، ثنا الحسين ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قوله: وهو الذي أنشأ جنات معروشات قال: ما يعرش من الكروم: وغير معروشات قال: مالا يعرش من الكروم.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله حمولة وفرشا فأما الحمولة فالإبل. والخيل والبغال، والحمير، وكل شيء يحمل عليه.

                                                                                                                                                                                          وبه إلى ابن عباس ، في قوله وللبسنا عليهم ما يلبسون يقول: لشبهنا عليهم.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا إبراهيم ، ثنا هشام ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، في قوله: وينأون قال: يتباعدون. وقال أيضا: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: وذكر به أن تبسل نفس يعني أن تفضح.

                                                                                                                                                                                          [ ص: 210 ] وبه، في قوله: أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا  قال: يعني فضحوا.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: والملائكة باسطو أيديهم قال: هذا عند الموت. والبسط الضرب.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس في ضلالتكم إياهم، يعني أضللتم منهم كثيرا.

                                                                                                                                                                                          وبه، عن ابن عباس ، قوله: وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا الآية، قال: جعلوا لله من ثمارهم ومالهم نصيبا، وللشيطان والأوثان نصيبا، فإن سقط من ثمره ما جعلوا لله في نصيب الشيطان تركوه، وإن سقط مما جعلوا للشيطان في نصيب الله لقطوه، وحفظوه.

                                                                                                                                                                                          وبه، عن ابن عباس ، قوله: أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين يعني هل تشتمل الرحم إلا على ذكر أو أنثى، فلم تحرمون بعضا وتحلون بعضا؟.

                                                                                                                                                                                          وبه، في قوله: أو دما مسفوحا يعني مهراقا.

                                                                                                                                                                                          وبه، عن ابن عباس ، في قوله وصدف عنها يقول: أعرض عنها.

                                                                                                                                                                                          وقال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، [ ص: 211 ] عن ابن عباس ، في قوله أبسلوا يقول: أيسوا.

                                                                                                                                                                                          ثنا أبو زرعة ، ثنا منجاب بن الحارث ، أنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس أولئك الذين أبسلوا قال: أسلموا بما عملوا. وقال إبراهيم الحربي ، في غريب الحديث له: ثنا محمد بن علي ، هو ابن الحسن ابن شقيق ، عن أبيه، عن حسين هو ابن واقد ، عن يزيد، (هو) النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس "أن تبسل" تسلم.

                                                                                                                                                                                          قال ابن أبي حاتم: ثنا أبي، ثنا أبو صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي ، عن ابن عباس ، قوله: سرمدا ، وقال دائما.

                                                                                                                                                                                          وبه قوله كالذي استهوته الشياطين في الأرض يقول: هم الغيلان، يدعونه باسمه، واسم أبيه، فيتبعها، ويرى أنه في شيء فيصبح، وقد ألقته في هلكة، أو تلقيه في مضلة من الأرض، يهلك فيها عطشا، فهذا مثل ما أجاب من يعبد من دون الله.

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية