[ ص: 95 ] 761 - حدثنا ، قال : حدثنا أبو داود ، عن زهير ، عن أبي إسحاق ، قال : البراء عبد الله بن جبير وكانوا خمسين رجلا ، وقال لهم : كونوا مكانكم لا تبرحوا ، وإن رأيتم الطير تخطفنا ، قال : وأنا والله رأيت النساء باديات خلاخيلهن قد استرخت ثيابهن يصعدن الجبل ، فلما كان من الأمر ما كان والناس يغيرون مضوا ، فقال البراء عبد الله بن جبير أميرهم : فكيف تصنعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فمضوا ، فكان الذي كان ، فلما كان الليل جاء أبو سفيان بن حرب فقال : أفيكم محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجيبوه " ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ الثالثة ، فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ؟ فلم يجيبوه - قالها ثلاثا ، ثم قال : أفيكم ابن أبي قحافة ابن الخطاب ؟ قالها ثلاثا فلم يجيبوه ، قال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه فقال : كذبت يا عدو الله ، ها هو ذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وأنا أحياء ، ولك منا يوم سوء . فقال : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال . وقال : اعل هبل ! [ ص: 96 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " ، قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : " قولوا : الله أعلى وأجل " ، قال : لنا العزى ولا عزى لكم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " ، قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " ، ثم قال أبو سفيان : إنكم سترون في القوم مثلة لم آمر بها ، ثم قال : ولم تسؤني استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رماة الناس يوم أحد .