الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 95 ] 761 - حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا زهير ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على رماة الناس يوم أحد عبد الله بن جبير وكانوا خمسين رجلا ، وقال لهم : كونوا مكانكم لا تبرحوا ، وإن رأيتم الطير تخطفنا ، قال البراء : وأنا والله رأيت النساء باديات خلاخيلهن قد استرخت ثيابهن يصعدن الجبل ، فلما كان من الأمر ما كان والناس يغيرون مضوا ، فقال عبد الله بن جبير أميرهم : فكيف تصنعون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فمضوا ، فكان الذي كان ، فلما كان الليل جاء أبو سفيان بن حرب فقال : أفيكم محمد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تجيبوه " ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ فلم يجيبوه ، ثم قال : أفيكم محمد ؟ الثالثة ، فلم يجيبوه ، فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟ فلم يجيبوه - قالها ثلاثا ، ثم قال : أفيكم ابن الخطاب ؟ قالها ثلاثا فلم يجيبوه ، قال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم ، فلم يملك عمر نفسه فقال : كذبت يا عدو الله ، ها هو ذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وأنا أحياء ، ولك منا يوم سوء . فقال : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال . وقال : اعل هبل ! [ ص: 96 ] فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " ، قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : " قولوا : الله أعلى وأجل " ، قال : لنا العزى ولا عزى لكم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجيبوه " ، قالوا : يا رسول الله ، وما نقول ؟ قال : " قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم " ، ثم قال أبو سفيان : إنكم سترون في القوم مثلة لم آمر بها ، ثم قال : ولم تسؤني   .

التالي السابق


الخدمات العلمية