الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا  إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا  خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا  يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا  وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا  ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يسألك الناس عن الساعة قال الكلبي : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة وعن قيامها، فقال الله: قل إنما علمها عند الله وما يدريك  أي شيء يعلمك أمر الساعة، ومتى يكون قيامها؟ أي: أنت لا تعرفه، ثم قال: لعل الساعة تكون قريبا وما بعد هذا ظاهر إلى قوله: وقالوا ربنا إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا أشرافنا وعظماءنا، قال مقاتل : هم المطعمون في غزوة بدر .

                                                                                                                                                                                                                                      فأضلونا عن سبيل الهدى، يقرأ سادتنا وكلاهما جمعان، وسادة أحسن، والعرب لا تكاد تقول سادات، ثم قالوا: ربنا آتهم يعنون السادة، ضعفين من العذاب عذبهم مثلي عذابنا، والعنهم لعنا كبيرا يعني اللعن على أثر اللعن، أي: مرة بعد مرة، وقرأ بها عاصم بالياء على وصف اللعن بالكبر.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الكلبي : يقول عذبهم عذابا كبيرا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية