الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله: يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى قال قتادة : وعظ الله المؤمنين ألا تؤذوا محمدا صلى الله عليه وسلم كما آذى بنو إسرائيل موسى .  

                                                                                                                                                                                                                                      وهو ما:

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا أبو طاهر الزيادي ، أنا محمد بن الحسين القطان ، نا أحمد بن يوسف ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن همام بن منبه ، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة ، عن محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله، ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، فذهب مرة يغتسل وحده، فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه، فجمع موسى في أثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: والله، ما بموسى من بأس، قال: فقام الحجر بعد ما نظر إليه بنو إسرائيل وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا فقال أبو هريرة: والله، إنه ندب بالحجر ستة، أو سبعة، ضرب موسى بالحجر"،  رواه [ ص: 484 ] مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق ، وهذا قول جميع المفسرين، وروي آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو:

                                                                                                                                                                                                                                      ما أخبرنا أبو حليم الجرجاني ، فيما أجاز لي، أنا المعافى بن زكريا ، أنا محمد بن جرير ، نا علي بن مسلم الطوسي ، نا عباد ، نا سفيان بن حسين ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن علي في قوله: لا تكونوا كالذين آذوا موسى قال: صعد موسى وهارون ، عليهما السلام، الجبل، فمات هارون ، فقالت بنو إسرائيل: أنت قتلته، وكان أشد حسبا لنا منك، وألين لنا منك، وآذوه بذلك، فأمر الله الملائكة فحملته حتى مروا به على بني إسرائيل وتكلمت الملائكة بموته حتى عرف بنو إسرائيل أنه قد مات، فبرأه الله من ذلك.  

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وكان عند الله وجيها يقال: وجه الرجل يوجه وجاهة فهو وجيه إذا كان ذا وجاه وقدر.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ابن عباس : كان عند الله حظيا، لا يسأله شيئا إلا أعطاه، وقال الحسن : كان مستجاب الدعوة.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية