الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون  قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون  فاليوم لا يملك بعضكم لبعض نفعا ولا ضرا ونقول للذين ظلموا ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون  

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: ويوم يحشرهم جميعا يعني المشركين، ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون هذا استفهام توبيخ للعابدين، كقوله لعيسى : أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ، فنزهت الملائكة ربها عن الشرك فـ قالوا سبحانك تنزيها لك مما أضافوه إليك من الشرك، أنت ولينا من دونهم قال ابن عباس : ما اتخذناهم عابدين ولا توليناهم ولسنا نريد غيرك وليا.

                                                                                                                                                                                                                                      بل كانوا يعبدون الجن يعني الشياطين، قال مقاتل : أطاعوا الشياطين في عبادتهم إيانا.

                                                                                                                                                                                                                                      أكثرهم بهم مؤمنون يعني المصدقين بالشياطين والمطيعين لهم، ثم يقول الله تعالى: (فاليوم) يعني في الآخرة، لا يملك بعضكم لبعض يعني العابدين والمعبودين، نفعا ولا ضرا أي: نفعا بالشفاعة ولا ضرا بالتعذيب، يريد أنهم عاجزون لا نفع عندهم ولا ضرر، يقول للذين ظلموا عبدوا غير الله: ذوقوا عذاب النار التي كنتم بها تكذبون .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية