قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد
قوله: قل إنما أعظكم بواحدة أي: آمركم بخصلة واحدة، وهي: أن تقوموا لله مثنى وفرادى أي: تقوموا منفردين ومجتمعين، يعني أن الواحدة التي أعظكم بها هي قيامكم ونشركم لطلب الحق بالفكرة، وهو قوله: ثم تتفكروا مجتمعين ومتفرقين، وليس معنى القيام هاهنا قيام على الرجلين، بل هو قيام بالأمر الذي هو طلب الحق، وتم الكلام عند قوله: ثم تتفكروا وهو مختصر، معناه: ثم تتفكروا لتعلموا صحة ما أمرتكم به، قال : يقول: ليتفكر الرجل منكم وحده ومع صاحبه، فينظران في خلق السماوات والأرض دلالة على أن خالقها واحد لا شريك له، ثم ابتدأ فقال: مقاتل ما بصاحبكم من جنة وقال : تأويل الآية أن المشركين قالوا: إن ابن قتيبة محمدا مجنون وساحر، فقال الله تعالى لهم: قل لهم: اعتبروا أمري بواحدة وهي: أن تقوموا لله ولي ذاته مجتمعين، وهو أن يقول الرجل لصاحبه: فلنتصادق، هل رأينا بهذا الرجل جنة قط؟ أو جربنا عليه كذبا؟ ثم ينفرد كل واحد عن صاحبه فيتفكر وينظر، فإن في ذلك ما يدل على أن محمدا صلى الله عليه وسلم نذير، وهو قوله: إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد يعني في الآخرة، وعلى هذا القول الآية متصلة ببعض، وهو قول ، الفراء . والزجاج