وما بعد هذا ظاهر من تفسيره إلى قوله: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور
ومن الجبال أي: ومما خلقنا من الجبال، جدد بيض قال : هي الطرق تكون في الجبال كالعروق بيض وسود وحمر. واحدها جدة، وقال الفراء : المبرد جدد طرائق وخطوط. ونحو هذا قال المفسرون في تفسير الجدد.
وغرابيب سود الغربيب الشديد السواد، الذي يشبه لون الغراب، قال : هذا على التقديم والتأخير، تقديره: وسود غرابيب؛ لأنه يقال: أسود غربيب. وقل ما يقال: غربيب أسود. الفراء
ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه قال : أي خلق مختلف ألوانه. الفراء كذلك كاختلاف الثمرات والجبال، وتم الكلام، ثم قال: إنما يخشى الله من عباده العلماء قال : يريد إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني. ابن عباس
وقال : مقاتل أشد الناس لله خشية أعلمهم به.
وقال مسروق : كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا.
وقال ، مجاهد : العالم من خاف الله تعالى، وروى والشعبي ، عن عكرمة ، قال: من خشي الله فهو عالم. ابن عباس
إن الله عزيز في ملكه، غفور لذنوب المؤمنين.