الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال في صفة الكفار: والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور  وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير  إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور  

                                                                                                                                                                                                                                      والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا أي: لا يهلكون فيستريحوا مما هم فيه من العذاب، وهو كقوله: فوكزه موسى فقضى عليه ، ولا يخفف عنهم من عذابها طرفة عين، "كذلك" كما ذكرنا، نجزي كل كفور كل كافر، وهم يصطرخون فيها يستغيثون، وهو افتعال من الصراخ، قال مقاتل : هو أنهم ينادون ربنا أخرجنا نعمل صالحا قال ابن عباس : نقل: لا إله إلا الله.

                                                                                                                                                                                                                                      غير الذي كنا نعمل يعني الشرك، فوبخهم الله تعالى، فقال: أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال عطاء : يريد ثماني عشرة سنة، وهو قول قتادة ، وقال الحسن : أربعين سنة، وقال ابن عباس في رواية مجاهد : ستين سنة. قال: وهو العمر الذي أعذر الله ابن آدم.

                                                                                                                                                                                                                                      أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه ، أنا أحمد بن جعفر القطيعي ، أنا بشير بن موسى ، أنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن سعيد بن أبي أيوب ، حدثني محمد بن عجلان ، عن بكير ، عن العجلان أبي محمد ، [ ص: 507 ] عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من أتت عليه ستون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر".

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجاءكم النذير
                                                                                                                                                                                                                                       
                                                                                                                                                                                                                                      قال جمهور المفسرين: يريد النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                      وروي عن عكرمة ، وسفيان بن عيينة : أن المراد بالنذير الشيب، ومعناه: أولم يعمركم حتى شبتم، وقوله: فذوقوا فما للظالمين من نصير قال مقاتل : فذوقوا العذاب فما للمشركين من مانع يمنعهم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية