قوله: [ ص: 512 ] وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون إني إذا لفي ضلال مبين إني آمنت بربكم فاسمعون
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى وهو حبيب النجار ، وكان قد آمن بالرسل عند ورودهم القرية، وكان منزله عند أقصى باب من أبواب المدينة، فلما بلغه أن قومه قد كذبوا الرسل وهموا بقتلهم، جاءهم و قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا لا يسألونكم أموالكم على ما جاءكم به من الهدى، وهم مهتدون يعني الرسل، فلما قال هذا أخذوه فرفعوه إلى الملك، فقال له الملك: أفأنت تتبعهم؟ فقال: وما لي لا أعبد الذي فطرني وأي شيء لي إذا لم أعبد خالقي، وإليه ترجعون تردون عند البعث فيجزيكم، ثم أنكر اتخاذ الأصنام وعبادتها، فقال: أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر بسوء ومكروه، لا تغن عني لا ترفع ولا تمنع، شفاعتهم شيئا يعني لا شفاعة لها فتغني، ولا ينقذون ولا يخلصوني من ذلك المكروه.
إني إذا لفي ضلال مبين إن أنا فعلت ذلك.
إني آمنت بربكم الذي كفرتم به، فاسمعون فاسمعوا قولي، فلما قال هذا وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه، قال : وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره، فأدخله الله الجنة وهو حي فيها يرزقه، وذلك قوله: ابن مسعود