الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم  إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون  ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون  إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين  بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين  

وإذ غدوت من أهلك على راحلتك يا محمد يوم الأحزاب، تبوئ المؤمنين ، يعني توطن لهم، مقاعد للقتال في الخندق قبل أن يستبقوا إليه ويستعدوا للقتال، والله سميع عليم ، إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا ، يعني ترك المركز، منهم بنو حارثة بن الحارث، ومنهم أوس بن قيظي ، وأبو عربة بن أوس بن يامين ، وبنو سلمة بن جشم، وهما حيان من الأنصار، والله وليهما حين عصمها فلم يتركا المركز، وقالوا: ما يسرنا أنا لم نهم بالذي هممنا إذا كان الله ولينا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون ، يعني فليثق المؤمنون به.

ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ، وأنتم قليل، يذكرهم النعم، فاتقوا الله ولا تعصوه، لعلكم تشكرون ربكم في النعم، إذ تقول يا محمد [ ص: 190 ] للمؤمنين يوم أحد: ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين عليكم من السماء، وذلك حين سألوا المدد، فقال سبحانه: بلى يمددكم ربكم بالملائكة، إن تصبروا لعدوكم وتتقوا معاصيه، ويأتوكم من فورهم هذا ، يعني من وجههم هذا، يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة ، فزادهم ألفين مسومين ، يعني معلمين بالصوف الأبيض في نواصي الخيل، وأذنابها عليها البياض، معتمين بالبياض، وقد أرخوا أطراف العمائم بين أكتافهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية