الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون  والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون  

ثم نعتهم فقال: الذين إذا ذكر الله وجلت يعني خافت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم من أمر الله والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون من الأموال.

قوله عز وجل: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله يعني من أمر المناسك لكم فيها خير يقول: لكم في نحرها أجر في الآخرة ومنفعة في الدنيا، وإنما سميت البدن؛ لأنها تقلد وتشعر وتساق إلى مكة ، والهدي الذي ينحر بمكة ، ولم يقلد، ولم يشعر، والجزور البعير الذي ليس ببدنة، ولا بهدي فاذكروا اسم الله عليها إذا نحرت صواف يعني معقولة يدها اليسرى قائمة على ثلاثة قوائم مستقبلات القبلة. قال الفراء: صواف، يعني يصفها، ثم ينحرها، فهذا تعليم من الله، عز وجل، فمن شاء نحرها على جنبها.

فإذا وجبت جنوبها يعني فإذا خرت لجنبها على الأرض بعد نحرها فكلوا منها وأطعموا القانع يعني الراضي الذي يقنع بما يعطى، وهو السائل والمعتر الذي يتعرض للمسألة، ولا يتكلم، فهذا تعليم من الله، عز وجل، فمن شاء أكل، ومن لم يشأ لم يأكل، ومن شاء أطعم، ثم قال سبحانه: كذلك سخرناها يعني هكذا ذللناها لكم يعني البدن لعلكم تشكرون ربكم، عز وجل، في نعمه.

التالي السابق


الخدمات العلمية