الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير  الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز  

فلما قدموا المدينة أذن الله، عز وجل، للمؤمنين في القتال  بعد النهي بمكة ، فقال سبحانه: أذن للذين يقاتلون في سبيل الله بأنهم ظلموا ظلمهم كفار مكة وإن الله على نصرهم لقدير فنصرهم الله تعالى على كفار مكة بعد النهي، ثم أخبر عن ظلم كفار مكة ، فقال سبحانه: الذين أخرجوا من ديارهم وذلك أنهم عذبوا منهم طائفة، وآذوا بعضهم بالألسن، حتى هربوا من مكة إلى المدينة بغير حق إلا أن يقولوا يقول: لم يخرج كفار مكة المؤمنين من ديارهم، إلا أن يقولوا: ربنا الله فعرفوه ووحدوه، ثم قال سبحانه: ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض يقول: لولا أن يدفع الله المشركين بالمسلمين لغلب المشركون فقتلوا المسلمين لهدمت يقول: لخربت صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات يعني اليهود ومساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا كل هؤلاء الملل يذكرون الله كثيرا في مساجدهم، فدفع الله، عز وجل، بالمسلمين عنها.

ثم قال سبحانه وتعالى: ولينصرن الله على عدوه من ينصره يعني من يعينه حتى يوحد الله، عز وجل، إن الله لقوي في نصر أوليائه عزيز يعني منيع في ملكه وسلطانه نظيرها في الحديد وليعلم الله من ينصره يعني من يوحده، وغيرها في الأحزاب، وهود، وهو سبحانه أقوى وأعز من خلقه.

التالي السابق


الخدمات العلمية