أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى وإن كثيرا من الناس بلقاء ربهم لكافرون أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون
أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق يقول سبحانه : لم يخلقهما عبثا لغير شيء ، خلقهما لأمر هو كائن ، وأجل مسمى يقول : السماوات والأرض لهما أجل ينتهيان إليه ، يعني يوم القيامة وإن كثيرا من الناس يعني عز وجل كفار مكة ، بلقاء ربهم بالبعث بعد الموت لكافرون .
ثم خوفهم فقال عز وجل : [ ص: 7 ] أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم يعني الأمم الخالية ، فكان عاقبتهم العذاب في الدنيا ، كانوا أشد منهم من أهل مكة قوة وأثاروا الأرض وعمروها يعني وعاشوا في الأرض أكثر مما عمروها أكثر مما عاش فيها كفار مكة ، وجاءتهم يعني الأمم الخالية رسلهم بالبينات يعني أخبرتهم بأمر العذاب ، فما كان الله ليظلمهم فيعذبهم على غير ذنب ، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ثم كان عاقبة الذين أساءوا يعني أشركوا السوأى بعد العذاب في الدنيا أن كذبوا بآيات الله يعني بأن كذبوا بالعذاب أنه ليس بنازل بهم في الدنيا ، وكانوا بها يعني العذاب يستهزئون تكذيبا به أنه لا يكون.